رواية قلبه لا يبالي كاملة - الفصل 29
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الختامي الأول
بعد مرور سبع سنوات…
وقفت داليدا وهي تكتف ذراعيها اسفل صدرها تتطلع بغضب و هي تحاول التقاط انفاسها اللاهثه بينما جسدها كان متعرق من اثر الجهد الذي كانت تبذله إلى اطفالها الثلاثه يامن و الذي اصبح يبلغ من العمر 7سنوات. و مازن ذو ال6 سنوات و مالك ذو ال4 سنوات و الذين كان يقفون امامها يتطلعون اليها بأوجه محتقنه غاضبه مما جعلها تكاد ان تبتسم فقد كان يذكرونها بداغر عندما تفعل شيء يثير غضبه فبالاضافه إلى انهم يشبهونه في الشكل.
حيث كانوا يمتلكون ذات الشعر الأسود الحربري و الأعين العسليه الا انهم اخذوا منه ايضاً طباعه العنيده المتحكمه.
هتف يامن بحنق
=يا مامي مينفعش اللي بتعمليه ده…
ليكمل وهو يتطلع إلى شقيقتيه التوأم ليانا و نايا اللتان تبلغان من العمر 3 سنوات و اللتان تشبهان و الدتهم بشعرهم الناري و عينيهم الرمادي المائله للزراق، لكنهم رغم ذلك لم يكونوا توأم متشابه فقد كان لكل واحده منهم شكل مميز خاص بها.
=وليانا و نايا كمان معاكي…
قاطعته ليانا هاتفه بتعثرها المعتاد الطفولي راسمه على وجهها الغضب مقلده شقيقها
=و انت مالك، يا يامن، ايه حشرك
لتسرع نايا قائله بغضب وهي تساند شقيقتها
=ايوه، انت مالك…
هتف مازن بغضب الذي كان يأخذ نفس موقف شقيقه الاكبر
=بقي كده يا ليانا. انتي ونايا طيب والله ما هتلعبوا معانا تاني…
ثم بدئوا بالتشاجر. مما جعل داليدا تتجه نحو اطفالها الثلاثه دافعه اياهم لخارج صالة الالعاب هاتفه بصرامه وهي لازالت تقاوم نوبة الضحك المتصاعده بداخلها
=اطلعوا انتوا التلاته برا…
هتف مالك الصغير بغضب بينما يضرب الارض بطفوليه بينما يمسك بيد يامن و مازن و يتجهان للخارج
=كده يا مامي طيب و الله لما بابي يجي هنقوله، على اللي بتعملوه ده
هتفت نايا و ليانا في ذات الوقت وهم يخرجون السنتهم بحركه طفوليه.
=قولوله…
لتكمل ليانا و هي تمسك بيد والدتها هاتفه بطريقه مغيظه و هي تتطلع نحو اشقائها بشماته
=يلا يا نايا. يلا يا مامي علشان نكمل…
لم تستطع داليدا السيطره اكثر من ذلك على نفسها لتنفجر ضاحكه مما جعل هؤلاء الشياطين الخمس يتطلعون اليها باستغراب كما لو جنت فقد كانوا في خصم شجار من شجاراتهم التي لا تنتهي فلما تضحك بهذا الشكل…
اخذ يامن يتطلع اليهم بغضب قبل ان يزفر بحنق و يتجه للخارج مع شقيقاه…
بعد بعض الوقت…
دلف داغر إلى القصر بعد يوم عمل طويل مرهق. لكن ذهب ارهاقه و تعبه هذا فور ان وقعت عينيه على اطفاله الثلاث الجالسين على الاريكه بجانب بعضهم البعض يكتفون اذراعهم فوق صدورهم و و وجههم يرتسم على الغضب و الحنق
اتجه نحوهم على الفور قائلاً بقلق
=في ايه مالكوا قاعدين زعلانين كده ليه…
تغيرت تعابير وجوههم فور رؤيتهم له حيث اشرقت وجوههم بالسعاده و الفرح اندفعوا نحوه على الفور يحتضنونه بقوه مستقبلين اياه بحماس و سعاده كعادتهم عندما يعود من العمل فبرغم حبهم لوالدتهم و تعلقهم الشديد بها
الا انهم كانوا اكثر تعلقاً بوالدهم متخذين اياه مثلاً أعلي لهم حيث كانوا يقلدونه في كل شيء تقريباً…
جلس داغر على عقبيه محتضن الثلاثه بين ذراعيه يضمهم اليه بحنان قائلاً.
=ايه بقي اللي مزعل وحوش الدويري،؟!
اجابه مالك الصغير الذي عقد ذراعيه حول عنق والده يتشبث به بقوه
=مامي يا بابي، طردتنا من صالة الالعاب…
مرر داغر يده فوق شعر صغيره قائلاً بهدوء
=اكيد جننتوها بعاميلكوا زي كل مره…
اجابه يامن بينما يضع يده فوق وجه والده مديراً اياه نحوه حتى يجذب اهتمامه له…
=ابداً يا بابي والله بس ينفع مامي تشغل اغاني و تاخد ليانا و نايا و تعلمهم الرقص.
ليكمل بتذمر و وجه مقتضب.
=ده يرضيك…
غمغم داغر بحده وهو يتطلع نحوهم بصدمه
=يعني ايه بتعلمهم الرقص،؟!
ليكمل بصرامه وحده
=هما فين،؟!
اجابه مالك سريعاً بينما يشير إلى اخر الردهه
=في صالة الالعاب…
تركهم داغر و اتجه نحو تلك الصاله بوجه متصلب يرتسم عليه علامات الغضب
بينما اخذ الصغار الثلاثه يتطلعون إلى بعضهم البعض بنظرات تمتلئ بالانتصار والفرح قبل ان يركضوا خلف والدهم سريعاً محاولين اللحاق به حتى لا يفوتوا المشهد المنتظر…
اقترب داغر من صالة الالعاب الرياضيه التي كان ينبعث منها اصوات اغاني مرتفعه للغايه…
فور ان دلف اليها وجد داليدا توليه ظهره بينما ترقص مرتديه فستاناً احمر قصير يشابه إلى حد كبير إلى الفستاين التي ترتديها كلاً من طفلتيه نايا و ليانا التي كانت كل واحده منهم تحاول تقليد حركات والدتهم البارعه في الرقص…
بينما كان الاطفال الثلاثه يقفون بباب الصاله يتابعون باعين تلتمع بالحماس والدهم الذي تقدم نحو هؤلاء المندمجين بالرقص غير مدركين لوجوده…
همس مالك في اذن مازن بصوت منخفض يملئه فرح طفولي
=بابي هيجبلنا حقنا.
تقدم داغر مقترباً منهم بهدوء ثم فجأه و دون سابق انذار انحني حاملاً طفلتيه كل واحده منهم على ذراع من ذراعيه مما جعلهم يصرخوا بمفاجأه و صدمه…
بينما توقفت داليدا عن الرقص فور سماعها صرختهم تلك لتستدير إلى الخلف وتجد داغر واقفاً يحمل كلاً من ليانا و نايا على ذراعيه. اشرق وجهها على الفور بابتسامه واسعه بينما عينيها تلتمع بالشغف و هي تتأمله.
اقترب منها بوجه جامد مما جعلها تستغرب حالته تلك همت ان تسأله مت به لكنها سرعان ما انفجرت ضاحكه عندما بدأ بالرقص على نغمات الموسيقي و هو لايزال يحمل طفلتيه مقبلاً كل منهما على خدها و ابتسامه مشرقه على وجهه ملاعباً اياهم لتبدأ داليدا بالرقص معهم بحماس و هي تغني بصوت مرتفع مردده كلمات الاغنيه…
بينما كان يقف الاطفال الثلاثه بفم فاغر من الصدمه مما فعله والدهم فقد كانوا يعتقدوا بانه سيقوم بتعنيفهم عما فعلوه لكنه ولصدمتهم شاركهم بالرقص…
التفت داغر نحو الباب و هو لا يزال مبتسماً عندما انتبه لهؤلاء الواقفين بباب الصاله بوجه متجهم بغضب طفولي هتف مشيراً اليهم بالتقدم إلى الداخل والانضمام اليهم.
لكنهم هزوا رأسهم بالرفض والغضب لا يزال مرتسم على وجوههم، مما جعله يخفض طفلتيه على الارض بجانب والدتهم من ثم اتجه اليهم يجلس على عقبيه امامهم قائلاً بهدوء
=كنتوا مستنين اني اعمل معاهم ايه ازعق لهم، و لا اضربهم.؟!
اجابه يامن سريعاً و قد شحب وجهه من هذه الفكره بينما تعلقت عينيه بحب و خوف في ذات الوقت على والدته الواقفه تتابع ما يحدث بصمت
=لا يا بابي طبعاً…
ليهمهم كلاً من مالك و مازن بالرفض هم الاخرين، مرر داغر يده على رأس كل واحد منهم بحنان قبل ان يحاول شرح الامر لهم بهدوء حتى يستطيع استعابه عقلهم الذي لم ينضج بعد…
=ماما معملتش حاجه غلط، ولا ليانا و نايا هما بيرقصوا مع بعض و فرحانين. و مادام هما في البيت فبراحتهم مينفعش تقيد حريتهم…
ليكمل بحزم و هدوء في ذات الوقت…
=و ماما مش صغيره علشان تيجوا تشتكولي منها، ماما عارفه كويس هي بتعمل ايه و عمرها ما هتعمل حاجه غلط. مش كده
احمر وجه اطفاله بحمرة الخجل بسبب فعلتهم تلك، همس يامن بصوت منخفض بينما يرفع عينين دامعه إلى والدته ثم اخفضها سريعاً ينظر إلى الارض و هو يشعر بالضيق والخجل مما فعلوه
=عندك حق يا بابي…
ثم التفت إلى والدته قائلاً بهمس
=احنا اسفين يا مامي…
ركض مالك الصغير نحو والدته يحتضنها بينما تبعه شقيقيه جلست داليدا على عقبيها امامهم تحتضن ثلاثتهم بحنان و تسامح فقد كانت تعلم ان اطفاله لا يزالوا صغار و من الوارد ان يخطئوا لكن يقع على عاتقها هي و داغر اصلاح اخطائهم تلك وجعلهم يفهمون الامر بشكل صحيح حتى يتعلموا من اخطائهم تلك.
اخذوا يقبلونها بانحاء وجهها وهما يعتذرون منها لكنها بدأت تضحك بصخب عندما بدأ مازن يدغدغها ببطنها، انضمت اليهم كلا من نايا وليانا يحتضونها لكن بدأوا هم الاخرين بالضحك عندما اخذوا اشقائهم بدغدغتهم…
وقف داغر يتأملهم و عينيه تلتمع بالحب والسعاده قبل ان يتجه اليهم و هو يهتف بمرح
=يعني انا اصالحكوا و في الاخر تنسوني…
اندفع نحوه اطفاله الخمس يحتضنونه هو الاخر رفع عينيه لتلتقي باعين داليدا التي كانت تتطلع اليهم باعين بارقه بالحب و الحنان. مما جعله يشعر في هذه اللحظه بانه قد ملك العالم باكمله…
تركه الاطفال واخذوا يرقصون سوياً مما جعله ينهض و يتجه نحو داليدا التي جذبها بين ذراعيه يحتضنها مقبلاً جانب عنقها و هو يهمس باذنها بصوت منخفض حتى لا يصل إلى سمع اطفالهم
=ايه اللي انتي لابساه…
ليكمل و يديه تمر ببطئ و شغف على جانبي فستانها القصير الضيق مستغلاً انشغال اطفاله بالرقص
=شكلك ناويه تجننيني…
احاطت داليدا عنقه بذراعيها قائله بدلال
يتخلله المرح
=و انت لسه هتجنن،؟! ما انا جننتك و اللي كان كان…
ضحك داغر بينما يزيد من احتضانه لها جاذباً اياها فوق جسده لكنها تراجعت للخلف هامسه بينما تشير إلى اطفالهم
=داغر. اعقل. الاولاد.
غمغم داغر بعينين تتلاعب بها المرح
=اعقل و لا اقلع…
اطلقت داليدا ضحكه مرحه فور سماعها يردد كلماتها له منذ عدة سنوات و التي كانت قبل ولادة يامن مباشرة
=انت لسه فاكر…
مرر يده على جانب عنقها بحنان
=ولا عمري هنسى…
اطلقت تنهيده منخفضه و هي تضع رأسها على كتفه محيطه خصره بذراعيها تضمه اليها قبل ان يتجه نحوهم اطفالهم و يجذبونهم من أذرعهم حتى يرقصوا معهم…
في وقت لاحق…
كانت داليدا مستلقيه بالفراش بين ذراعي داغر بعد انتهائهم من احدي جولات عشقهم بينما كان داغر يقبل عنقها بحنان و شغف…
وضعت يدها فوق رأسه المدفون بعنقها هامسه بتردد، و هي تشعر بالخوف مما
هي تنوي اخباره به
=حبيبي. كنت عايز اقولك حاجه…
همهم داغر بصوت منخفض و هو لا يزال يقبل عنقها بشغف مما جعلها تكمل بصوت مرتجف
=انا، انا. روحت للدكتور النهارده…
رفع رأسه عن عنقها فور سماعه كلماتها تلك و التي جذبت كامل انتباهه غمغم و هو يتطلع اليها بقلق
=ليه، مالك، تعبانه او حاسه بحاجه،؟
هزت رأسها بالنفي قائله بهدوء يعاكس التوتر الذي يعصف بداخلها
=لا، متقلقيش ده الدكتور كريم منتصر، بتاع النسا و الولاده…
تصلب وجه داغر فور سماعه هذا و قد تغيرت النظره القلقه التي بعينيه إلى نظره حاده
=روحتيله ليه،؟!
اجابته داليدا بتلعثم و قد اربكتها نظراته الحاده تلك.
=يعني. علش، علشان اشوف لو ينفع ان اقدر احمل تاني و كده…
قاطعها داغر بغضب
=تحملي تاني ايه؟!، قولي خامس…
ليكمل بحده و عينيه تتقافز بها نيران الغضب
=انا وافقتك على اللي عايزاه و الحمد لله ربنا رزقنا ب5 اولاد ملوا علينا حياتنا لكن اكتر من كده يا داليدا لا…
قاطعته داليدا وقد احمر وجهها من شده الحنق و الغضب
=احنا اتفقنا مادام الدكتور شايف ان صحتي تستحمل احمل يبقي احمل ايه مشكلتك بقي انا مش فاهمه…
اجابها داغر بنفاذ صبر و قد بدأ يفقد اعصابه معها
=مشكلتي ان مش هفضل اخليكي تفضلي تحملي و تولدي لحد ما صحتك تتبهدل علشان وقتها ابدأ اقرر ان خلاص كفايه…
ليكمل بصرامه و هو ينتفض جالساً مبتعداً عنها بحده
=ده غير ان احنا اتفقنا ان خلاص على كده، لكن انتي قررتي تتصرفي من دماغك وتروحي كمان للدكتور، وطبعاً شلتي وسيلة منع الحمل. مش كده.
اخذت داليدا تتطلع اليه باعين متسعه صامته و قد احمر وجهها بشده مما جعله يسب غاضباً و هو ينتفض ناهضاً من فوق الفراش
لكن اسرعت داليدا خلفه فور ادراكها انه قد اساء فهم صمتها
وقفت خلفه تحتضن جسده إلى جسدها مسنده وجهها إلى ظهره الصلب العضلي بينما يديها موضوعه على صدره قائله بلهفه
=لا طبعاً. معملتش كده مقدرش اخد قرار زي ده لوحدي. من غيرك
لتكمل و هي تقبل ظهره بحنان.
=انا قولت بس اكشف و اشوف الوضع عامل ازاي و بعدها اتكلم معاك و اقنعك…
استدار اليها داغر ليصبح مواجهاً اياها قائلاً بحزم
=لاء يا داليدا. فاهمه يعني ايه لاء، لما ابقي مستغني عنك هبقي اخليكي وقتها تحملي تاني.
هتفت داليدا بحده و هي تضع يديها حول خصرها
=قصدك ايه يا سي داغر بقي، يعني انت مستغني عني…
لتكمل بصوت مكتوم باكي والقهر ينبثق منه…
=عندك حق ما خلاص هتحبني ليه، اكيد زهقت مني و…
جذبها داغر بين ذراعيه ضاغطاً شفتيه فوق شفتيها مبتلعاً باقي جملتها تلك…
كان يقبلها في بادئ الامر بحده غاضباً من كلماتها الحمقاء تلك لكن سرعان ما تحولت قبلتهم إلى عشق و شغف
اجبر داغر نفسه بصعوبه ان يبتعد عنها مسنداً جبهته فوق جبهتها وهو يلتقط انفاسه بصعوبه بينما تسيطر عليه رغبته بها التي لم تقل طوال سنوات زواجهم بلا على العكس كانت تزداد يوماً بعد يوم حتى يكاد يجزم بانه اصبح مهووساً بها…
مرر يديه على جانبي وجهها مبعداً شعرها إلى خلف ظهرها و هو يهمس بالقرب من شفتيها
=انا بقول. لو انا مستغني عنك هخليكي تحملي، و انا رافض اصلاً انك تحملي يبقي انا، ايه يا داليدا…
رفعت عينيها تتطلع اليه بصمت وقد احمر وجهها فور ادراكها انها اسأت فهم كلماته اكمل عندما ظلت صامته.
=يبقي انا مش مستغني عنك و لا عمري هستغني، انتي روحي، والنور اللي منور حياتي و دنيتي يا داليدا و لأخر نفس في حياتي هيفضل ده شعوري ناحيتك و عمره ما هيتغير حتى لو عدي على جوازنا 100 سنه مش 8 سنين بس…
ليكمل بخبث وهو يتصنع الحزن
=و لا يمكن انتي اللي زهقتي بقي علشان كده بتقولي كده…
شهقت داليدا بصدمه قائله بلهفه وهي تضع يدها على خده متحسسه جلده الدافئ بحنان
=لا طبعاً…
لتكمل وهي تمسك بيده واضعه اياها فوق صدرها موضع قلبها
=انت ده. و لو انا مستغنيه عن ده يبقي وقتها انا مستغنيه عنك…
لتردف هامسه بصوت ممتلئ بالمشاعر و عينيها تلتمع بالدموع
=ده انت العوض يا داغر، العوض اللي ربنا كرمني به علشان ينسيني كل حاجه وحشه شوفتها في حياتي، انا لو بفكر احمل تاني فده علشان املي البيت علينا و متحسش انك لوحدك في الدنيا…
قاطعها داغر برفق و هو يقبل جبينها بحنان.
=و انا مش لوحدي عندي انتي و اولادنا. انتوا عندي بالدنيا و ما فيها…
مرر اصبعه برفق على فوق موضع قلبها هامساً بصوت مختنق بالمشاعر
=من غيرك كل حياتي تتهد مقدرش اكمل من غيرك، علشان كده مينفعش اشجعك انك تدمري في صحتك انتي حملتي 4 مرات منهم اخر مره ربنا رزقنا بتوأم، يبقي كفايه يا حبيبتي على كده علشان نقدر نهتم بهم ونعرف نربيهم صح…
اومأت داليدا مبتسمه وهي تهمس بالموافقه
=صح يا حبيبي عندك حق…
ازال داغر دموعها العالقه بوجهها برفق باصابعه قائلاً بمرح
=شوفتي خلتيني انسي ازاي المفاجأه اللي محضرهالك…
اقتربت منه اكثر حيث اصبح جسدها ملتصق بدفأ جسده مغمغمه وعينيها تلتمع بالحماس
=مفاجأة ايه،؟!
قرب شفتيه من اذنها هامساً بصوت منخفض كما لو كان يخبرها سراً ما بينما عينيه تلتمع بالمرح
=سمعت ان روسيا غرقانه في التلج علشان كده بكره. هنطلع احنا والاود على هناك نقضي اسبوعين في الكوخ بتاعنا…
تراجعت داليدا إلى الخلف بصدمه حتى تستطيع النظر إلى وجهه جيداً هامسه بارتباك
=بتتكلم جد.؟!
اومأ لها برأسه بصمت وهو يبتسم لينقشع ذهولها هذا و تبدأ بالقفز في مكانها وهي تصرخ بفرح محيطه عنقه بذراعيها تحتضنه بقوه.
احاط داغر خصرها بذراعيه محتضناً اياها هو الاخر مقبلاً اعلي رأسها و هو يشعر بقلبه يكاد يقفز من داخل صدره من رؤيته لسعادتها تلك التي لا تقدر بالنسبه اليه بجميع اموال العالم…
حملها بين ذراعيه و اتجه نحو الفراش وهو يغمغم بصوت اجش بالقرب من اذنها…
=يلا علشان ننام. ورانا يوم طويل بكره.
وضعها بلطف فوق الفراش لكن سرعان ما اختفت خططه للنوم فور ان شاهد الشرشف الذي يحيط بجسدها ينزلق قليلاً رفع عينيه المشتعله بنيران الرغبه اليها قائلاً و هو ينحني عليها
=بس قبل ما نام في حاجه عايزه اقولك عليها…
ضحكت داليدا فور ادراكها ما يرمي اليه همت بالتحدث لكنه لم يعطها الفرصه حيث انحني مقبلاً اياها على شفتيها بحزم يتخلله الشغف ليغارقا بعدها في بحور شغفهم…
بعد مرور يومين…
في روسيا بالكوخ الخاص بهم…
كان داغر جالساً على الاريكه الكببره التي تحتل نصف غرفة الاستقبال يضم بين ذراعيه داليدا و على ساقيه يجلس كلاً من نايا و مازن الذين قد تشاجروا على من يجلس فوق ساق والدهم ليفض داغر الاشتباك بينهم باجلاس الاثنين على ساقيه، بينما كانت ليانا و مالك يجلسون فوق ساق والدتهم و بين جسد داغر و داليدا يجلس يامن بينهما مسنداً رأسه فوق صدر والدته.
كانوا جالسون يستمتعون بالجو الدافئ الذي يحيط بهم وهم يشاهدون الكرتون فهذا كان الشيء الوحيد الذي كان يستطعون مشاهدته و فهمه قليلاً فقد كان باقي القنوات تعرض اشياء باللغه الروسيه التي كانوا لا يفهمون منها شيئ…
جذبت داليدا الشرشف الثقيل تضعه فوقهم محاوله بث الدفأ بهم قدر الامكان انحنت للامام حتى تتأكد من ان الشرشف يغطي جانب ظهر داغر لكنه فاجأها بانه امسك بيدها تلك رافعاً اياها إلى شفتيه مقبلاً اياها بحنان ابتسمت له داليدا مسنده رأسها على كتفه لكن همهمت معترضه نايا الجالسه فوق ساق والدها دافعه رأس والدتها بعيداً عن كتف والدها بينما تدفن رأسها بعنقه.
مما جعلهم ينفجرون جميعاً بالضحك فقد كانوا يعملون مدي تعلق نايا بوالدها وغيرتها عليه، عاندتها داليدا و وضعت رأسها فوق كتف داغر مما جعلها ترمق والدتها بنظره حاده غاضبه همس داغر باذنها برفق
=ماما راسها واجعها، فسبيها علشان متوجعهاش اكتر…
اومأت نايا برأسها بالموافقه بينما تنحني مقبله رأس والدتها بحنان مما جعل داليدا تجذبها من فوق ساق والدها و تحتضنها بقوه لينتهي الامر بان انتقلت ليانا جالسه فوق ساق والدها بينما ظلت نايا بحضن والدتها…
لم تمر دقائق حتى انتفض كلاً من يامن و مازن و مالك يهتفون بفرح بينما يشيرون إلى الجدار الزجاجي الذي يظهر الخارج
=الحق يا بابي، تلج، تلج…
التفت كلاً من داليدا و داغر يتطلعون إلى ما يشيرون اليه ليجدوا الثلج يتساقط بغزاره.
اتجه جميع الاطفال نحو النافذه يشاهدون بحماس و فرح الثلج المتساقط مما جعل داغر يهتف بحماس
=طيب يلا اجهزوا علشان نطلع نلعب في التلج…
اندفعوا الاطفال نحوه هاتفين بفرح
=بجد يا بابي…
اومأ لهم مبتسماً قائلاً…
=ايوه و يلا اطلعوا و البسوا اتقل جواكت عندكوا.
اندفع الاولاد الثلاثه إلى غرفتهم بينما حملت داليدا نايا و حمل داغر ليانا واتجهوا بهم إلى الاعلي لمساعدتهم في ارتداء ملابسهم.
في وقت لاحق.
كان الجميع يلهون بالثلج الذي كان يغطي ارضية الحديقه باكملها يقذفون بعضهم البعض بكرات الثلج دائره حرب بينهم و صراخات ضحكاتهم المرحه تملئ ارجاء المكان…
اتجه داغر نحو داليدا فور سماعه صوت ضحكتها التي جعلت قلبه يتضخم داخل صدره يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها بصمت لتسرع هي الاخري باحاطة جسده بذراعيها تضمه اليها دافنه وجهها بعنقه تستنشق بشغف رائحته التي تعشقها همس في اذنها بصوت منخفض اجش من اثر العاطفه المشتعله بداخله…
=ما تيجي نطلع اوضتنا شويه. و نسيبهم يلعبوا في التلج براحتهم…
رفعت رأسها تتطلع اليه ضاحكه
=لا طبعاً، مينفعش.
زفر داغر قائلاً باحباط مصطنع فهو يعلم جيداً بانهم لا يمكنهم ترك اطفالهم بمفردهم
=انتي ست محبطه. و مش وش نعمه على فكره…
دفعته داليدا في صدره بيديها ممازحه مما جعل وزنه يختل و يسقط فوق كتله ضخمه من الثلج انفجرت داليدا ضاحكه فور رؤيتها حالته تلك فقد كان الثلج يغطيه باكمله لكن تحولت ضحكتها تلك إلى صرخه عندما قبض على يدها وجذبها للاسفل نحوه لتقع جانب جسده قرب داغر شفتيه من شفتيها و بعينيه نظره تعلمها جيداً مما جعلها تهتف بتحذير
=داغر الاولاد.
توقف متجمداً و كأنه قد نسي امرهم تماماً همس وهو يهز رأسه بعدم تصديق.
=شوفتي، دايماً شغلاني لحد ما عقلي طار بسببك…
وضعت يدها فوق خده تتمتع بملامسته
=يارب دايماً اكون شغلاك، و مطيره عقلك. كده
ابتسم داغر مقبلاً راحة يدها التي فوق خده هامساً بصوت اجش
=بحبك يا شعلتي…
مررت اصابعها فوق ملامح وجهه وعينيها تلتمع بالشغف
=و انا بموت فيك يا قلب و روح شعلتك.
هم داغر بالتحدث لكنه ابتلع جملته عندما ارتمي مازن فوق جسده ليتبعه باقي اشقائه وهم يصرخون بمرح مرتمين فوق اجساد والديهم يحتضونهم بقوه ليصبحوا جميعاً يستلقيون على الثلج وهم يضحكون بسعادة وحب سيدوموا الى الأبد…
رواية قلبه لا يبالي للكاتبة هدير نور الفصل الختامي الثاني
كانت داليدا جالسه على احدي المقاعد و في احدي الانديه العامه بينما تجاورها سارة زوجة زكي و التي اصبحت خلال السنوات الماضيه صديقتها المقربه…
كانت عينين داليدا منصبه على اطفالها الذين كانوا يلعبون امامها مع عدة اطفال من بينهم ايثر و ساندي ابناء زكي و ساره.
غمغمت ساره بمرح
=شايفه يامن ابنك لازق لساندي ازاي…
ضحكت داليدا بينما تتطلع إلى طفلها الذي كان يمسك بيد ساندي رافضاً جعلها تلعب مع الاطفال الاخرين
همست داليدا بدهشه عندما رأت وجهه يتجهم بغضب وهو يجذبها بعيداً عن احدي الاطفال الذي حاول التحدث اليها
=مش عارفه الواد ده طالع كده لمين
اجابتها ساره وهي تدير عينيها بسخريه
=بقي مش عارفه طالع لمين لابوه ياختي. ده انا ساعات بحس من شدة غيرته عليكي هاين عليه يحطك في اوضه و يقفل عليكي…
هزت داليدا رأسها قائله بصدمه مصطنعه حيث انها كانت تعلم جيداً مدي جنون غيرة داغر عليها
= مش للدرجه دي…
قاطعتها ساره وهي تنكزها في ذراعها بخفه
=مش للدرجه دي ايه انتي هتستعبطي، ليه نسيتي اللي حصل من اسبوعين لما كنا قاعدين في مطعم و واحد قاعد على الطرابيزه اللي جنبنا ابتسملك بس، ده مخلاش في الراجل حته سليمه…
ضحكت داليدا فور تذكرها ذلك مغمغمه
=عندك حق داغر. في حته الغيره دي صعب شويه…
قاطعتها ساره قائله بصوت منخفض بينما تدير وجهها جانباً
=يعني انتي اللي عدله، ده انتي اصعب منه…
هتفت داليدا التي ابعدت كوب العصير عن فمها فور سماعها ذلك
=انااااا،!
لتكمل بينما تضع الكوب من يدها على الطاوله التي امامها
=لا يا ساره مالكيش حق، ده انا عاقله خالص و بتفهم انه بحكم شغله لازم يتعامل مع ستات كتير. عملا، و موظفات…
اومأت ساره رأسها وهي تغمغم بصوت ساخر فهي اكثر من تعلم ان صديقتها تتحول إلى قنبله موقوته عندما يتعلق الامر بزوجها
=طبعاً، طبعاً، يا روحي انتي هتقوليلي…
ضربتها داليدا في كتفها و هي ترمقها بسخط. نهضت ساره وهي تضحك قائله بينما تتجه نحو الاطفال
=ما اروح اطمن على بنتي ما اشوف ابنك المفتري ده مش عايزها تلعب ليه مع صحابها…
هزت داليدا كتفيها قائله بمرح مدافعه عن طفلها
=ابني يا حبيبتي مش مفتري…
لتكمل عندما رمقتها ساره بتهكم وهي تجذبها من ذراعها مجلسه اياها مره اخري على المقعد
=طيب قعدي، اقعدي مش هتعرفي تاخدي منه حق و لا باطل سيبهولي و انا هتصرف معاه…
غمفمت ساره ضاحكه بمرح
=والله حتى انتي مش بتقدري عليه، مفيش غير داغر اللي يامن بيخاف منه وبيحترمه…
رمقتها داليدا بسخط وهي تهتف بصوت مرتفع باسم يامن الذي ما ان سمعها نهض على الفور متجهاً نحوها وهو يمسك بيد ساندي وقف امام و الدته بينما اتجهت ساندي نحو والدتها
=نعم يا مامي…
تراجعت داليدا في مقعدها عاقده ذراعيها اسفل صدرها وهي ترسم على وجهها الجديه
=مقعد ساندي جنبك ليه، و مش سيبها تلعب مع صحابها.؟!
هز يامن كتفيه قائلاً بهدوء بينما يلتف إلى ساندي
=ساندي، هو انا منعك تلعبي…
تركت ساندي والدتها و اتجهت نحو يامن تقف بجانبه قائله على الفور
=لا يا طنط انا اللي مش عايزه العب معاهم…
عقدت داليدا حاجبيها قائله بدهشه
=ليه يا حبيبتي، ما تلعبوا مع صحابكوا و تنبسطوا.
اقتربت ساندي من يامن اكثر ممسكه بيده قائله بطفوليه
=لا يا طنط. مش هنلعب معاهم اصل نيره و احمد كل مره بيغشوا في اللعب.
و بيعقدوا يرخموا علينا و يامن كل مره يضرب احمد…
مررت داليدا يدها بشعر طفلها تعيد ترتيبه بحنان
=طيب العبوا مع صحابكوا التانين ومالكوش دعوه باحمد ده…
اومأ يامن برأسه بالموافقه
=حاضر يا مامي…
لتكمل داليدا بنبره يتخللها الصرامه و التحذير
=و لو ضايقك تيجي تقولي، مش تضربه
اومأ يامن برأسه انحنت داليدا مقبله خده بحنان ثم ابتسمت بلطف وهي تراقبهم يتجهون نحو الاطفال الاخرين ويبدأوا اللعب معهم.
في وقت لاحق…
زفرت داليدا بحنق بينما تنظر للساعه التي بمعصمها
=هو داغر اتاخر ليه كده، ده بقاله ساعه مكلمني وقالي جاي.
اجابتها ساره و هي ترتشف من كوب العصير الذي بيدها
=تلاقيه عنده شغل و لا حاجه. كلميه
تناولت داليدا هاتفها تهم الاتصال به لكنها اعتدلت في مقعدها بترقب عندما رأت زكي يتقدم نحوهم لكن خاب املها عندما رأته بمفرده و داغر ليس معه غمغمت بقلق
=اومال فين داغر يا زكي،؟!
اجابها بهدوء بينما يطبع قبله لطيفه على رأس زوجته ساره محيياً اياها
=10دقايق و جاى ورايا…
عقدت داليدا حاجبيها بشك فزكي دائماً يرافق داغر بكل مكان لما تركه بمفرده بمكان عام كالذي هما فيه
=ليه بيعمل ايه،؟!
ظل زكي صامتاً عدة لحظات وقد ظهر معالم الارتباك على وجهه قبل ان يجيب عليها بتعثر
=هو، هو، زمانه جاي متقلقيش.
لم تغفل داليدا عن ارتباكه هذا كما لاحظت انه يقف امامها كما لو كان يقصد حجب عنها رؤيه شيئ ما خلفه
انتفضت واقفه من مقعدها بحده تنظر إلى ما يخفيه عنها لكنها لم تجد شيئ لكنها رغم ذلك لم تطمئن لذا ابتعدت و اتجهت نحو المكان الذي يلعب به الاطفال حتى تستطيع رؤية المكان جيداً.
. تصلب جسدها بغضب فور ان رأت المشهد الذي امامها حيث كان داغر يقف يتحدث إلى احدي النساء ذات جمال خلاب جعل نيران الغيره تنشب بقلبها.
غمغمت بحده بينما تلتفت إلى زكي الذي اصبح يقف بجانبها هو زوجته يتابعان باعين تلتمع بالقلق ردة فعلها
=بتكدب عليا ليه يا زكي، و مين بقي الحلوه اللي واقف معاه دي؟
اجابها زكي بينما يبادل زوجته نظره قلقه فقد كانوا يعلمون مدي جنون غيرتها
=مكدبتش عليكي يا داليدا، انا قولتلك جاي ورايا، بعدين دي تلاقيها واحده من العملا او حاجه…
همست داليدا بصوت منخفض و عينيها المشتعله منصبه بتركيز على داغر وتلك الواقفه امامه.
=عميله، قولتلي اها.
حاولت تهدئت النيران المشتعله بداخلها باقناع ذاتها بانها قد تكون عميله بالفعل تتحدث اليه. لكن زاد شكها فور تذكرها ارتباك زكي السابق وعندما استدارت اليه تهم ان تسأله عن ذلك لكنها ابتلعت كلماتها و قد اهتز جسدها بعنف عند سماعها لتلك المرأه تضحك بصوت مرتفع ادارت رأسها نحوهم بحده لتجدها تضع يدها فوق صدر داغر الذي كان يبتسم لها بينما هي تضحك بمرح راقبت باعين عاصفه تعميها الغيره هذا المشهد.
هتفت بحده بينما تقبض يديها بجانبها محاوله منغ نفسها من الاندفاع نحوهم و تمزيق وجههم باظافرها…
=يامن، مازن، مالك…
اندفع نحوها اطفالها الثلاث على الفور بينما تتبعهم كلاً من شقيقتهما ليانا و نايا هاتفين بطفوليه و مرح
=نعم يا مامي، نعم يا مامي…
امسكت ساره بذراع داليدا التي كانت عينيها تنبثق منها شرارت الغضب منصبه على زوجها وتلك المرأه غمغمت بصوت يتخلله القلق.
=داليدا اهدي بلاش تتهوري علشان خاطري، احنا في مكان عام
تجاهلتها داليدا ملتفه إلى اطفالها قائله بمرح مصطنع بينما ترسم على شفتيها ابتسامه متشنجه بينما تشير باصبعها نحو داغر الواقف بنهاية الطريق
=بابي وصل، يلا يا حبايبي روحوا استقبلوه…
لم ينتظروا الاطفال الخمس لسماع باقي جملتها حيث اندفعوا راكضين نحو والدهم و هم يصرخون بفرح…
كان داغر واقفاً يتحدث إلى شيما التي كانت زميلته بالكليه منذ عدة سنوات ماضيه فلم يراها منذ اكثر من 15 عاماً فقد هاجرت إلى امريكا بعد زواجها وعندما قابلها صدفه هنا لم يستطع التعرف عليها في بادئ الامر لكنه تذكرها بعدها على الفور…
شعر بشئ يمسك بساقه بقوه اخفض عينه ليجد ابنته نايا تتمسك بساقه بقوه محتضنه اياه و هذ تبتسم له بفرح ليرفع نظره ليجد باقي اطفاله يندفعون نحوه و وجههم مشرق بابتسامه رائعه التفوا من حوله يحتضنوه بشده وهم يهتفون بفرح
=بابي، بابي
مرر داغر يده على روؤسهم بحنان منحنياً على عقبيه طابعاً قبله على خد كل واحد منهم مرحباً بهم بحنانه وحبه المعتاد.
ثم استقام واقفاً عندما سمع الشهقه الصادمه التي صدرت من شيما.
=ايه ده يا داغر، انت اتجوزت…
لتكمل وهي تضع يدها على ذراعه بحركه تكاد عفويه وهي تنظر باعين متسعه بالصدمه لاطفال الذين لا يزالون يحتضنون والدهم
=وكل دول اولادك. ازاي
هم داغر بالرد عليها لكنه تفاجأ بداليدا التي لا يعلم من اين ظهرت تجيبها بحده بينما تقف بجانبه
=قولي ما شاء الله يا حبيبتي، و اها متجوز و دول ولاده…
لتكمل و عينيها تلتمع بالغضب قابضه بقسوه على يد شيما التي كانت مستقره على ذراع داغر مما جعلها تطلق صرخه متألمه
=و ياريت تحتفظي بايدك دي بعيد عنه. احسنلك
تراجعت شيما للخلف خطوه وعينيها مسلطه بخوف على وجه داليدا المحتقن و عينيها التي تلتمع بشراسه دمويه
=داغر، مين دي، هو في ايه.
احاط داغر خصر داليدا بذراعه مرجعاً اياها للخلف ليلصقها بجسده عندما رأها تتخذ خطوه مندفعه نحو شيما هامساً في اذنها بنبره منخفضه يتخللها الهدوء و التحذير في ذات الوقت
=داليدا. اهدي
ثم التف إلى شيما قائلاً و هو يرسم على وجهه ابتسامه خفيفه
=داليدا تبقي مراتي…
غمغمت شيما بينما ترمق داليدا من اعلي لاسفل بنظره تملئها الصدمه و هي تفكر بانه كيف لتلك المخلوقه رائعه الجمال ان تكون والدة لخمسة اطفال
=اهلاً…
اساءت داليدا فهم نظراتها تلك مما جعل النيران المشتعله بداخلها تزداد اكثر و اكثر هتفت بحده
=ايه ده انتي بتبصلي كده ليه…
ظلت شيما تتطلع اليها وهي لا تفهم ما تقصده مما جعل داليدا تتملص بقوه بين ذراعي داغر محاوله الافلات منه و تندفع نحوها و قد اعمتها نيران غيرتها
=شوف برضو بتبصلي ازاي…
احكم داغر ذراعه حول خصر داليدا و قد بدأ يشعر بالغضب من تصرفاتها الطفوليه تلك غمغم من بين اسنانه بقسوه في اذنها وهو يحاول السيطره عليها
=قولتلك اهدي، و اعقلي بقي كفايه فضايح، الناس بتتفرج علينا
استكانت داليدا بين ذراعيه فور سماعها لنبرة الغضب بصوته…
بينما اخذت شيما تمرر عينيها باضطراب بينه و بين زوجته التي كانت تتطلع اليها بعينين شرسه و صدرها يموج بعنف بسبب انفاسها المضطربه المتلاحقه.
غمغمت شيما بارتباك بينما تمرر يدها بشعرها باضطراب
=طيب يا داغر. هضطر امشي بقي علشان الحق اجيب الاولاد و اروح زمان يوسف خلص شغل و روح…
اومأ داغر برأسه قائلاً بهدوء يعاكس الغضب المستعر بداخله
=سلميلي عليه و قوليله هكلمه و نتقابل كلنا قريب…
همهمت شيما بهدوء…
= الله يسلمك، حاضر هبلغه
لتكمل وهي تلقي نظره قلقه على داليدا قبل ان تنصرف مسرعه
=عن اذنكوا…
ثم انصرفت مسرعه من امامهم كما لو هناك شياطين تلاحقها.
ابتعدت داليدا بحده من بين ذراعي داغر الذي سمح لها بالابتعاد بسهوله هذه المره.
التفت اليه تطلع نحوه بنظرات تستشيط بالغضب. لكن سرعان ما تبخر غضبها هذا ليحل محله الخوف بداخلها فور رؤيتها لملامح وجهه المتصلبه بغضب عاصف و نظراته المظلمه المسلطه عليها قاتم همست بتردد
=داغر انا…
لكنه لم يدع لها الفرصه لتكملة جملتها حيث انحني حاملاً على ذراعيه كلاً من نايا و ليانا اللتان كانتا لا تزالان تتشبث كل منهما بساقيه.
حملهم و اتجه نحو ممر الخروج المخصص للنادي قائلاً بصوت صارم قاطع
=يامن هات اخواتك و تعالوا ورايا…
اتجه نحوه زكي مغمغماً بارتباك
=رايح فين يا داغر مش قولنا هنتغدا سوا النهارده…
هز داغر رأسه قائلا بأسف
=معلش يا زكي لازم نمشي…
ليكمل وهو يهز رأسه بتحيه صامته نحو ساره التي كانت تقف بجوار داليدا
=خد باقي اليوم اجازه انا هروح مش ناوي اخرج في اي مكان النهارده…
اومأ له زكي بصمت
في ذات الوقت همست ساره بصوت منخفض بجانب اذن داليدا
=ايه اللي هببتيه ده يا داليدا، داغر شكله على اخره منك…
عقدت داليدا ذراعيها اسفل صدرها وهي تهمهم بحده
=و انا عملت ايه يعني…
ربتت ساره على ذراعها قائله.
=ابداً هجمتي على الست مرتين بس وكنت عايزه تضربيها، استلقي وعدك بقي منه
همت داليدا بالرد عليها لكنها انتفضت بذعر عندما التف داغر اليها قائلاً بصوت حاد قاسي قبل ان يممل طريقه نحو ممر الخروج و هو لايزال يحمل طفلتيه على ذراعيه
=داليدا، يلا
ربتت ساره قائله بمرح و هي تغمز لها بعينها
= متخفيش هتعدي. ادلعي عليه انتي بس و خليه ينسي عملتك السودا. اقولك البسيله القميص اللي اشتريناه امبارح.
رمقتها داليدا بغضب قبل ان تهرع تلحق بداغر ممسكه بيدي اطفالها و قلبها يدق بسرعه جنونيه…
في وقت لاحق…
كانت داليدا جالسه بجناحهم الخاص عينيها مسلطه على الباب بترقب فبعد وصولهم للمنزل دلف داغر مباشرة إلى مكتبه بخطوات متصلبه تنم عن مدي غضبه دون ان يتحدث اليها و لو بكلمه واحده.
و عندما حان موعد العشاء ارسلت اليه مالك ليخبره بان العشاء قد جهز لكنه اخبره بانه ليس جائع ولديه عمل كثير…
كانت تريد ان تذهب اليه لكنها تراجعت عالمه مدي غضبه تركته يهدئ قليلاً و من ثم ستتحدث معه.
و ها هي الساعه قد تجاوزت الثانيه صباحاً ولم ينتهي عمله هذا…
وقفت داليدا تتفحص مظهرها بالمرأه وهي تضع يدها فوق بطنها تفركها ببطئ محاوله التخفيف من التوتر الذي يعصف بها. تأملت مظهرها في قميص النوم ذات اللون الناري كلون شعرها اطلقت تنهيده مضطربه قبل ان تعاود الجلوس مره اخري لكنها سرعان ما انتفضت واقفه عندما رأت داغر يدلف للغرفه.
كان لا يزال وجهه مكفهر مقتضب تابعته بعينيها بينما يتجه نحو الخزانه يخرج ملابسه ثم دلف إلى الحمام بصمت دون ان ينبث بكلمه واحده متجاهلاً اياها تماما ً كما لو انها ليست موجوده بالمره…
ظلت داليدا واقفه مكانها تنتظره واضعه اصبعها في فمها تمضغه بتوتر لكنها نزعته سريعاً عندما رأته يخرج من الحمام عاري الصدر لا يرتدي سوا شورت اسود دلف إلى الغرفه بينما يفرك رأسه بمنشفه صغيره بين يديه.
تنحنحت داليدا محاوله تصفية حنجرتها قبل ان تردف بصوت حاولت طبيعي قدر الامكان
=احضرلك العشا،؟!
استمر داغر بتجفيف شعره دون ان يجيبها كما لو انها لم تتحدث اتخذت خطوه نحوه قائله بصوت مرتجف
=داغر…
لكنه لم يجيبها مستمراً فيما يفعله بهدوء مما جعلها تنفجر هاتفه بغضب محاوله قلب الطاوله عليه
=هو انت كمان اللي زعلان و مقموص.
لتكمل بحده و صوت مرتفع اكثر عندما تجاهلها و القي بالمنشفه على المقعد متناولاً بهدوء المنبه الصغير الذي على الطاوله منشغلاً بضبطه
=علي فكره بقي المفروض انا اللي ازعل مش انت، بس انا علشان طيبه و هبله مبيهونش عليا تزعل مني.
هتفت من بين اسنانها و هي تضرب الارض بقدمها عندما استمر بتجاهله لها
=داغر مش بكلمك…
زفرت بحنق عندما لم يعيرها اهتماماً احاطت خصرها بيديها قائله باعين تلتمع بالتحدي.
=طيب انا بقي هقولك على حاجه كنت مخبيها عليك و خايفه انك تزعل بس بما انك كده كده زعلان فهقولهالك…
التقطت نفس عميق قبل ان تغمغم سريعاً
=انا حامل…
القي داغر المنبه من يده على الارض مما جعلها تنتفض فازعه في مكانها شاهدته باعين متسعه يتجه نحوها بوجه اكثر تجهم و عينين عاصفه.
قبض على ذراعها بيده هاتفاً بصوت حاد مرعب و عينيه تلتمع بشرارت الغضب
=بتقولي انتي ايه، سامعيني تاني كده…
ليكمل مشدداً من قبضته على ذراعها هاتفاً بشراسه
=يعني ايه حامل، فاهميني، بقي ده اتفاقنا سوا طيب و صحتك…
قاطعتع داليدا محيطه عنقه بذراعيها ضاممه جسدها إلى جسده باغراء دافنه وجهها بعنقه هامسه بدلال
=بهزر معاك يا حبيبي انا مش حامل ولا حاجه…
لتكمل وهي توزع قبل خفيفه على عنقه
=كنت بستفزك بس علشان ترد عليا…
حاول داغر مقاومتها تلك مشيحاً بعينيه بعيداً عن مشهد جسدها المحكم داخل قميص نومها فقد كاد ان يصاب بنوبه قلبيه فور ان دخل للغرفه و رأها واقفه بمنتصف الغرفه بمنظرها هذا. نجح بصعوبه بالسيطره على ذاته قبض على ذراعيها مزيلاً اياها بعيداً عن عنقه متراجعاً للخلف بعيداً عنها محاولاً وضع اكبر مسافه بينهم حتى لا يفقد السيطره على نفسه و يخضع لها فقد اغضبه بشده ما فعلته سابقاً مع شيما ففور اندفاعها نحوهم قدر انها تشعر بالغيره لذا حاول في بادئ الامر احتوائها بين ذراعيه و تهدئت غضبها لكن على العكس ازداد غضبها اكثر حتى انها حاولت ضرب شيما اكثر من مرتين لولا انه حجزها بين ذراعيه.
فقد تسببت لهم بفضيحه فقد جذب مشهدهم هذا جميع من بالنادي حيث وقف الجميع يشاهدونهم و يتهامسون ويضحكون كما لو كانوا يشاهدون سيركاً ما.
ابتعد عنها متراجعاً للخلف و هو يزمجر بغضب
=لو فكرك انك باللي بتعمليه ده. هتقدري تضحكي عليا زي كل مره تبقي غلطانه…
ليكمل و هو يتجه نحو الفراش يستلقي فوقه
=ياريت تبعدي عني النهارده و متستفزنيش علشان انا ماسك نفسي بالعافيه…
قاطعته داليدا بحده و قد بدأ جسدها يهتز من شدة الغضب
=ده انت بقي مصدق نفسك بجد…
لتكمل وهي تندفع نحوه هاتفه بشراسه
=لا يا حبيبي مش علشان بحاول اراضيك يبقي تعيش الدور انت اللي غلطان، و قفلي تضحك مع المسرسعه اللي كانت معاك ده شغل مسخره وقلة ادب ولا كانك راجل محترم و متجوز…
قاطعها داغر بحده و هو يرمقها بصدمه
=ضحك ايه و مسخرة ايه اللي بتتكلمي عنهم…
صرخت داليدا بنبره هستريه.
=مش عارف ضحك ايه، اسال نفسك وانت تعرف
تنهد باحباط وهو يسقط رأسه فوق الوساده جاذباً الغطاء فوق جسده
=ممكن تقفلي النور، وتخلينا ننخمد احسن…
وقفت داليدا تطلع اليه باعين متسعه تنطلق منها شرارات الغضب اندفعت نحو الفراش ملتقطه احدي الوسائد من عليه و اخذت تضرب داغر بها في وجهه وهي تهتف بغضب وهستريه منفعله
=انت بارد، بارد و معندكش دم.
ثم قذفته في النهايه عندنما تعبت بالوساده في وجهه و اتجهت نحو باب الغرفه بانفس لاهثه مغلقه الاضاءه
=نام براحتك، سيبالك الاوضه اشبع بها.
ثم غادرت الجناح على الفور متجهه إلى الغرفه الضيوف المجاوره ارتمت على الفراش منفجره في بكاء مرير فقد كانت هذه المره الاولي منذ تسع سنوات زواج داغر يكون معها بهذه القسوه و من اجل ماذا، من اجل امرأه اخري دفنت وجهها في الوساده مطلقه العنان لدموعها وقد بدأت شهقات بكائها تملئ الغرفه…
شهقت بصدمه عندما شعرت بذراع قويه تحيط بخصرها علمت على الفور صاحب تلك اليد…
حاول داغر الذي كان مستلقي على الفراش بجانبها بجذب جسدها اليه لكنها قاومته رافضه لكنه شدد ذراعه حولها جاذباً اياها اليه باصرار لتصبح ملتصقه بجسده.
احتضنها بحنان إلى صدره ممرراً يده فوق شعرها و هو يحاول تهدئتها ففور مغادرتها للغرفة لم يستطع جعلها تبتعد عنه بهذا الشكل فطوال سنوات زواجهم لم ينم ليله واحده الا وهي مستقرة بحضنه وبين ذراعيه بامان كما لا يمكنه تركها تنام و هي حزينه بهذا الشكل…
احتضنها بقوه دافناً وجهه بشعرها هامساً باذنها بحنان
=بتعيطي ليه يا حبيبتي…
ليكمل وهو يبعد بلطف شعرها الذي كان يغطي وجهها بعيداً شعر بغصه حاده تعصف بقلبه فور رؤيته لوجهها المحتقن الغارق بالدموع…
=طيب علشان خاطري اهدي و متعيطيش…
همست داليدا بصوت متشنج يتخلله نشيج بكائها
=دي اول مره تتعامل معايا بالطريقه دي. و علشان مين علشان واحده تانيه.
اخفض شفتيه يلثم وجنتيها بحنان و هو يهمس لها بصوت مرتجف.
=انا عارف اني كنت بارد و رخم معاكي انا اسف متزعليش…
ليكمل وهو يمرر اصبعه اسفل عينيها يزيل دموعها بعيداً
=و طبعاً انا مضيقتش منك علشان واحده تانيه، زي ما بتقولي…
انتي باللي عملتيه ده خليتي شكلك و وشكلي وحش و مش قدام شيما بس لا قدام الناس اللي وقفت تتفرج علينا…
احمر وجه داليدا بشده فور تذكرها للناس الذين لفت انتباههم مشاجرتها مع تلك المدعوه شيما…
اردف داغر بينما يده تملس بحنان ظهرها.
=شيما تبقي زميلتي في الكليه ومشوفتهاش بقالي اكتر من 15 سنه، و لما كنا بنضحك. كنا بنضحك علشان عرفت انها اتجوزت يوسف معيد كان بيدينا في الكليه كانت بتقولي انهم كانوا بيحبوا بعض وقتها وكانوا مخبين على الكل ولما اتخرجت جه واتقدملها واتجوزوا وسافروا برا…
اقتربت داليدا منه وقد هدئت نيران غيرتها فور سماعها ذلك خاصة و قد تذكرت حديث شيما عن الذهاب لجلب اطفالها حتى تستطيع العوده للمنزل قبل ان يأتي يوسف من العمل…
مررت كف يدها بلطف على صدره قائله بدلال
=طيب صالحيني يلا…
ابتسم داغر قائلاً بصوت يتخلله عدم التصديق
=يعني بعد ده كله و انا اللي اصالحك،؟!
اومأت داليدا برأسها بينما تتطلع اليه باعين متسعه تلتمع بالشقاوه…
غمغم داغر بصوت لاهث وهو ينحني يضغط شفتيه فوق شفتيها
=انتي ست مفتريه على فكره…
قبلها داغر بحنان في بادئ الامر لكن سرعان ما تحولت قبلتهم إلى قبله اكثر عمقاً و الحاحاً قطع قبلتهم تلك هامساً باذنها بصوت حار قوي
=عايزك تعرفي اني مش بس بحبك لا انا مجنون و مهووس بيكي. وعمري ما واحده في الدنيا دي تقدر تجذب انتباهي مهما كانت مين او شكلها ايه، انتي اغلي و اجمل واحده عندي في الدنيا دي…
امتلئت عيني داليدا بالدموع شاعره بقلبها يرتجف داخل صدرها عند سماعها كلماته تلك دفنت اصابعها بشعره هامسه بصوت مرتجف
=انا عمري ما شكيت فيك، انا بثق فيك اكتر من روحي انا بس بتجنن لما بشوف اي واحده بتبصلك او تضحك معاك ببقي هاين عليا اموتها بايديا، واقولها انك ملكي، ملكي لوحدي، و انك جوزي، و حبيبي. نور عيني. و فرحة قلبي عوض ربنا ليا…
انهت جملتها ممرره شفتيها على شفتيه بقبله لطيفه حنونه لكن داغر جذبها نحوه ضامماً جسدها إلى جسده بقوه بينما يعمق قبلتهم يبث لها مشاعره المتأججه بها حتى سقطا معاً في بحر شغفهم و عشقهم.
بعد مرور عدة ايام…
كان داغر مستلقي على الفراش يتأمل باعين تلتمع بالشغف و الحب تلك النائمه بين ذراعيه دافنه وجهها بعنقه بينما ذراعها يحيط بخصره و يدها الصغيره منبسطه على ظهره و تحتضن اياه كما لو كانت تخشي ان يختفي.
تأمل وجهها الملائكي بشغف. قام بطبع قبلة رقيقة على جبينها شاعراً بقلبه يتضخم بعشقه لها فقد مر على زواجهم اكثر من تسعة سنوات و رغم ذلك لم يقل اياً من حبه بها بلا على العكس كانوا يزدادوا يوماً بعد يوم حتى يكاد يجزم بانه اصبح مهووساً بها…
ارتسمت ابتسامة على شفتيه فور تذكره تاريخ اليوم، فاليوم هو عيد زواجهم التاسع. فقد اعتادوا ان يستقيظوا مبكراً بهذا اليوم حيث يقضوه سوياً يأخذون اطفالهم ليحتفلوا معاهم…
فاحياناً كانوا يحتفلوا باليخت الخاص بهم. و احياناً اخري يسافرون يقضون اسبوعاً بروسيا لكنه قرر هذه السنه سيقضوه سوياً هنا بالمنزل سيأخذ اليوم و غداً اجازه من العمل لكي يتمتع بدفئ عائلته التي حرم منها الفتره الاخيره بسبب انشغاله في احدي الصفقات الهامه.
مرر شفتيه على عنق داليدا الدافئ مستنشقاً رائحتها بشغف غمغم بالقرب من اذنها بينما يده تدلك بحنان ظهرها محاولاً ايقاظها
=ديدا…
همهمت داليدا بصوت منخفض و هي ترفض الاستيقاظ لكنه استمر بتقبيل عنقها مزعجاً اياها مما جعلها تفتح عينيها هامسه بصوت اجش من اثر النوم
=ايه يا داغر في ايه. بتصحيني ليه…
قبل خدها بلطف وهو يبتسم لها
=النهارده 24/1 مش بيفكرك التاريخ ده بحاجه يا شعلتي…
تثائبت داليدا بتعب هامسه بصوت منخفض
=اها تمرين الكوره بتاع يامن…
لتكمل وعينيها نصف مغلقه
=متقلقش مش هنسي…
غمغم داغر بحده وقد تجهم وجه بغضب.
=تمرين يامن؟! يعني مش فاكره غير تمرين يامن
اجابته داليدا وهي تمرر يدها بشعرها تبعثره بحده علامه على سخطها.
= هيكون ايه يعني. بعدين انتي هنا لسه. مروحتش شغلك ليه
ظل داغر يتطلع اليها عدة لحظات بصمت وهو لا يستطيع التصديق بانها نست بالفعل عيد زواجهم
=داليدا بتتكلمي جد،؟!
تأففت داليدا بتعب بينما تدحرج على الفراش بعيداً عنه منقلبه على جانبها الاخر موليه ظهرها له دافنه وجهها بالوساده وهي تهمهم بصوت ناعس.
=سيبني يا داغر نايمه بقي. علشان خاطري. وقوم روح شغلك اتاخرت، انت شكلك فاضي
اتتفض داغر واقفاً من الفراش بوجه متجهم غاضب هاتفاً بشراسه
=حاضر. يا داليدا هتزفت اروح شغلي…
ثم دلف إلى الحمام مغلقاً اياه خلفه بقوه اهتزت له ارجاء المكان لكن لم يؤثر على تلك التي كانت مستغرقه بنوماً عميق…
بعد عدة ساعات…
كان داغر جالساً على طاوله الاجتماع يستمع إلى خطط موظفينه المستقبليه لتطوير احدي الشركات الخاصه به.
عندما رن هاتفه القي نظره عليه ليجد داليدا المتصله تجاهلها باول مره فغضبه منها لا يزال يسيطر عليه…
عاد تركيزه للاجتماع لكن عندما بدأ هاتفه بالرنين مره اخري استأذن من الحاضرين و ذهب لمكتبه لكي يستطيع الاجابه عليه في خصوصيه…
اجاب عليها بحده يتخللها الغضب.
=عايزه ايه يا داليدا، انا في اجتماع مش فاضي…
لكنه ابتلع باقي جملته عندما وصل اليه
صوت داليدا اللاهث بخوف
=داغر، داغر انا حاسه في حركه غريبه في القصر…
غمغم و قد شعر بالقلق يسيطر عليه
=حركة ايه، و فين زكي، و الحرس اللي سايبهم برا.
همست داليدا بصوت منخفض
=مش عارفه…
لم ينتظر داغر كثيراً حيث اسرع باقصي سرعه لديه راكضاً خارجاً من مكتبه سريعاً تحت انظار موظفيه المندهشه من رؤيته في حالته تلك لكنه لم يأبه باحد استقل سيارته قادها باقصي سرعه لديه
=داليدا.
لكن الخط كان قد انقطع حاول الاتصال بها مره اخري لكن كان هاتفها قد اغلق اطلق لعنه حاده حاول بيد مرتعشه الاتصال بزكي لكن كان هاتفه هو الاخر مغلق. وقتها شعر داغر بالبروده تتسلل إلى عروقه فزكي لا يغلق هاتفه ابداً زاد من سرعة قيادته للسياره و عند وصوله إلى القصر وجد البوابه الخارجيه مفتوحه ولا يوجد اثر لاى من الحراس اوقف السياره وهبط منها حاملاً بين يده مسدسه اهتز جسده بعنف فور ان دلف إلى القصر الذي كان بابه هو الاخر مفتوح و المكان مظلم يعمه الصمت التام اخذ قلبه يرجف بين اضلعه بعنف وقد بدأ عقله يرسم سيناريوهات مؤلمه و قاسيه حول اطفاله و زوجته.
لكنه اغلق عينيه بقوه متراجعاً للخلف بتعثر عندما اشتعل الضوء بالمكان فجأة وقد صدح من حوله صوت صراخ اطفاله
=مفاجأه…
اخذ داغر يرفرف بعينيه حتى اعتاد على الضوء اخذ ينظر من حوله وهو يشعر بالصدمه فقد كان اطفاله واقفين امامه يبتسمون و داليدا معهم اخذ يتطلع اليهم بصمت وصدمه وعقله لا يزال لا يستوعب ما يحدث…
اقتربت داليدا من داغر الواقف بوجه شاحب كالاموات فقد كانت تتوقع ان يصرخ بها على مفاجأته اياه بتلك الطريقه فقد حاولت مفاجأته بعد ان تصنعت صباحاً انها قد نست عيد زواجهم حتى تفاجأه بطريقه مختلفه فقد قامت بتجهيز حفل صغير خاص بهم
اقتربت منه هامسه بتردد بخوف من انفجاره الغاضب الوشيك
= داغر…
لكن لمفاجأتها مد يده نحوها جاذباً اياها بين ذراعيه يحتضنها دافناً وجهه بعنقها يضمها اليها بقوه و هو يلهث محاولاً التقاط انفاسه التي كان يحبسها طوال الدقائق التي مرت لا يصدق بانها حيه و بين يديه للحظات ظن انه فقدها و فقد اطفالهم استنشق رائحتها بعمق محاولاً تهدئت نبضات قلبه الصاخبه المرتجفه…
مررت داليدا يدها على ظهره محاوله تهدئت ارتجاف جسده شاعره بالندم على فعلتها الحمقاء، فقد كانت تحاول مفاجأته بطريقه مختلفه وكسر الروتين
ظلت محتضنه اياه عدة دقائق حتى ابتعد عنها بلطف منحنياً على عقبيه يحتضن بين ذراعيه اطفاله الذين كانوا يحاوطونه احتضنهم بلطف بين ذراعيه موزعاً القبلات على روؤسهم مستمتعاً بدفئهم و صخبهم الذي لا يهدأ و الذي يتمني من الله ان لا يهدأ ابداً لاخر يرم بحياته…
وقف مره اخري ملتفاً إلى داليدا التي كانت واقفه تتطلع اليه بوجه متورد اقترب منها هامساً بصوت اجش متعب
=ايه اللي انتي عملتيه فيا ده يا داليدا…
غرزت داليدا اسنانها بشفتيها هامسه بصوت منخفض يتخلله الخجل
=كنت عايزه افجأك بطريقه مختلفه…
تنفس داغر بعمق محاولاً عدم الغضب عليها فاليوم يوم مميز لهم لا يرغب باحزانها به
=فين زكي. و الحرس…
اجابته داليدا بينما تتطلع اليه بتردد.
=موجودين برا في الجنينه اللي ورا. اتفقت مع زكي و هو وافق لما قولتله هفاجأك…
اومأ داغر برأسه بصمت اقتربت منه داليدا هامسه
=حبيبي انت زعلان مني…
لتكمل وهي تعقد ذراعيها حول عنقه
=والله مكنتش اقصد انا حبيت اخضك بعد كده افجأك و افرحك…
غمغم داغر بيأس
=مفاجأتك دي كانت هتوقف قلبي يا داليدا…
وضعت شفتيها على صدره مقبله موضع قلبه وهي تهمس له
=بعيد الشر عليك يا روحي…
لتكمل وهي تبتسم بشقاوه.
=بعدين يا سيدي اعتبرها مره من نفسي ما انت ياما هرتني مفاجأت توقف القلب و العقل كمان و لا ناسي روسيا و الاوضه و الكرباج…
اسرع داغر بوضع يده فوق فمها يمنعها من تكملة جملتها
=شششش. الاولاد، ايه هتفضحينا…
طبعت داليدا قبله على كف يده الموضوع فوق شفتيها ناظره اليه بشقاوه و دلاله جعل جسده يهتز باستجابه. اخفض عينيه على جسدها ليبدأ ينتبه إلى الفستان الذي ترتديه والذي كان يبرز جمالها اظلمت عينيه على الفور برغبه مظلمه.
انحبست انفاسه داخل صدره وهو يمرر عينيه ببطئ على جسدها المحكم باغراء داخل هذا الفستان فقد كان يبرز قوامها الرائع. بينما شعرها مسترسلاً على ظهرها لامعاً يتلألأ بجمال فوق كتفيها…
اقترب منها على الفور جاذباً اياها اليه هامساً بصوت اجش بينما يمرر يده على جانب جسدها بشغف
=ايه اللي انتي لابساه ده
اجابته داليدا بينما ترفرف عينيها ببرائه
=ده فستان للحفله عادي.
همس داغر في اذنها بصوت مشتعل
= انتي ناويه تخليني افضحنا قدام العيال. مش كده
ارتفعت على اطراف قدميها مقبله اياه فوق خده و هي تضحك
=لا امسك نفسك…
همس بينما عينيه تمر بشغف فوق جسدها
=باللي انتي لابساه ده صعب…
غمزت له قائله بمرح و ابتسامه مشرقه تملئ وجهها
=اومال لو شوفت اللي محضرهولك فوق هتعمل ايه.
اظلمت عينين داغر بشده قبل ان يلتف سريعاً متحدثاً إلى يامن المنشغل باللعب مع اشقائه
=يامن يا حبيبي، انا هطلع انا و ماما نجيب حاجه من فوق و هانيجي على طول.
هتف يامن بسخط
=بس يا بابي كنا عايزين نقطع مع بعض اللتورته اللي مامي جبتها…
اسرع داغر قائلاً له.
=هنقطعها و هنلعب سوا كمان، و عقبال ما انا وماما نخلص افتحوا البلاستيشن و العبوا سوا…
اشرق وجه الاطفال فور سماعهم ذلك حيث اخذوا يقفزون بفرح بينما
ضحكت داليدا بشقاوه مما جعله داغر يهمس باذنها بوعيد
=اضحكي براحتك، كل ده هيطلع عليكي بعدين…
ثم التف إلى طفله قائلاً
=نادي على الدادا نعيمه تعقد معاكوا لحد ما ننزل…
اومأ له يامن قائلاً
=حاضر يا بابي…
و فور دخول الاطفال إلى غرفة الالعاب مع المربيه الخاصه بهم انحني داغر حاملاً داليدا بين ذراعيه صاعداً بها الدرج سريعاً حتى دلفوا إلى جناحهم وضعها بلطف على الفراش ثم انحني عليها يقبلها بشغف وعندما فصل اخيراً قبلتهم همست داليدا بينما تطبع قبل صغيره على ذقنه
=كل سنه وانت معايا يا حبيبي. و ميحرمنيش منك ابداً…
اسند داغر جبهته على جبهتها يتنفس انفاسها الحاره بشغف.
=وانتي معايا و منوره حياتي و دنيتي يا شعلتي…
ليكمل بلوم يتخلله المرح…
=بس انتي افتكرتي ازاي ان النهارده عيد جوازنا، ما انتي كنت ناسيه الصبح
ضحكت داليدا بينما تعقد ذراعيها حول عنقه تجذب جسده إلى جسدها ليصبح مستلقي فوقها
=انا منستش علشان افتكر، ازاي انسي احلي واجمل يوم في حياتي…
لتكمل وهي تبتسم له بتلاعب
=اللي عملته الصبح ده كان المفروض جزء من الخطه…
هتف داغر بصدمه
=يعني كل ده كنت بتشتغلني…
اومأت برأسها وهي تضحك لكنها اطلقت صرخه متألمه عندما قبض باسنانه على عنقها يقضمه بقوه. ثم لهثت بقوه مطلقه صرخه متفاجأه عندما لف ذراعه خصرها يحكم قربها منه تلهث بألم فلا تجد مفر للهرب من قبضته بينما يزال هو مستمر بلوى ذراعها خلف ظهرها فقد كانت عالمه بان هذا عاقبها على كل ما فعلته به اليوم
همست له بصعوبة وهي تلهث
=داغر. كفايه…
ابتعدت يده على الفور عن خصرها يفلت ذراعها وبدأ يلثم بحنان عنقها.
رفع رأسه اخيراً عن عنقعها مقبلاً جبينها بحنان وهو يهمس بصوت خشن قوي
=بحبك يا شعلتي.
مررت داليدا اصابعها بشعره هامسه بصوت مختنق بالمشاعر
=وانا بحبك و بموت فيك يا قلب و روح شعلتك.
اشرق وجهه بابتسامه مشرقه فور سماعه كلماتها تلك قبل ان يقوم بالاطباق على شفتيها بشفتيه يقبلها بحماس و اشتياق حتى سقطوا اخيراً معاً في عالمهم الخاص الذي لا يوجد سواهم به…