رواية يونس وبنت السلطان كاملة - الفصل الحادي عشر
الخاتمه 💋
الأخيره +الخاتمه
………….ـــــــــــــــ،،،
بالوحده الصحيه
قاموا بطلب طبيبه نسائيه مختصه لرشيده
بعد وقت خرجت الطبيبه من الغرفه الموجوده بها رشيده
أقتربت نرجس بتلهف من الطبيبه تقول:
خير يا دكتوره.
ردت الطبيبه بعمليه: خير أن شاء الله
واضح أن المريضه تعرضت لضرب فى البطن ودا أدى لنزيف بس أحنا عطناها أدويه لوقف النزيف وقدرنا نسيطر عليه وكمان علقنا لها دم ومحلول طبى وهتفضل هنا تحت أشرافى لحد بكره
وبالنسبه للجنين هو لسه فيه الروح وعايش
بس لسه خطر الأجهاض موجود لو النزيف رجع تانى
لو حصل الأجهاض دا ممكن يكون خطر على الأم هى حامل ست شهور وحجم الجنين بدأ يبقى كبير،
أدعى لها ربنا يلطف بها هى والى ببطنها.
ردت نرجس: ربنا يلطف بهم.
تبسمت الطبيه وغادرت
سمع يونس الذى أتى حديث الطبيبه وقف يشعر بألم كبير يخشى أن يتحقق حديث الطبيبه وأن يقفد جنينُه أو رشيده الأثنان له عذاب وأن كان فقدان الجنين أرحم من فقدانه لرشيده.
رأت نرجس يونس ومن ملامح وجهه عرفت أنه أستمع لحديث الطبيبه.
أقتربت منه ووضعت أحدى يديها على كتفه تقول: ربنا هيلطف بهم أطمن
صمتت ثم أكملت: وبعدين متخافش دى رشيده بنت السلطان جويه وتجاوم هى وجنينها وأبجى جول أماى طمنتنى على بكره هتجوم ترمح كيف الحصان.
أبتسم يونس رغم الخوف الذى بداخله.
…..
مرت الليله وأتى صباح جديد
بدأت تفيق رشيده رويداً رويداً الى أن فاقت كلياً
أول ما فكرت به هو ما بأحشائها
وضعت يدها بتلقائيه على بطنها
أطمئت حين شعرت بأنتفاخها
وأطمنئت أكتر حين سمعت صوت يونس
يقول: أطمنى لسه حامل فى نسل الهلاليه.
تبسمت بوهن وجدت يونس يقف أمامها ويميل يُقبل رأسها
ثم قبل يدها قائلاً: كنت عارف أن بنت السلطان جويه وهتجاوم.
تبسمت رشيده قائله: خوفت كتير لأفجده بنت السلطان خافت على نسل الهلاليه مين يصدق!
مال يونس يُقبل رأسها ثم جلس جوارها على الفراش يُمسك يدها بيده أنا أصدق لأن بنت السلطان عِشجها أبن الهلاليه وهى كان لازم تسلم لعشجه
حمدلله على سلامتك يا جنيتى.
تبسمت رشيده تنظر حولها ثم قالت: هو مفيش حد عبرنى ولا أيه؟
ضحك يونس يقول: بالعكس الأوضه كانت كيف السوق بس أنا جولت للدكتوره تطمنهم عليكى وتخليهم يمشوا وبصعوبه على ما وافجوا وبالذات حماتى كانت عايزه تبات معاكى بس أنا جولت لها لاه أنا الى هفضل مع جنيتى علشان لما تصحي أشبع من عنيها الى سحرتنى.
ضحكت رشيده ولكن شعرت ببعض الألم الطفيف.
لاحظ يونس تألمها فأنخض قائلاً: أنادى على الدكتوره
تچى تشوفك؟
تمسكت رشيده بيده قائله: لاه أنا بس حسيت بوجع بسيط.
تبسم وهو ينحنى يقبل يدها ثم نظر لعيناها يحل الصمت لدقائق وتتحدث عيناهم العاشقه.
لكن قطع الصمت حين دخلت يُسر تسند جدتها
تبسمت يُسر حين وجدت رشيده قد فاقت
لتقول: لجدتها أها مش جولتلك يا سيتى دى كيف الجطط بسبع أرواح أهى فاجت وشكلها بجت زينه.
تبسمت الجده تقول بدعاء: تنها زينه ويُجبر بخاطرها وتجوم بولدها فى حجرها.
ضحكت يُسر تقول: ومنين عرفتى أنها حامل فى ولد يا سيتى؟
ردت الجده: أنا جلبى حاسس بأكده وبكره تجولى سيتى جالت.
تبسمت رشيده تقول: ليه تعبتى نفسك يا سيتى
أقتربت حلميه من الفراش ليقوم يونس يُمسك يدها
حتى أصبحت امام رشيده
مالت تقبل وجنتيها تقول بحنان: ربنا يا بتى يبعد عنك الشر أنا هرجيكى عشان تبعد عنك العيون الخبيثه.
…….
بظهر اليوم التالى.
دخل يونس بالسياره الى الدوار
نزل سريعاً
وفتح الباب الخلفى
ينحنى ليحمل رشيده
لكن لابد أن تعترض
قائله: لاه أنا هجدر أمشى.
تبسم يونس قائلاً: الدكتوره جالت الحركه لاه.
ظلت رشيده معترضه.
تبسمت كل من نواره ونرجس
لتقول نواره: خلصينا أحنا واجفين فى السمس خلي يونس يشيلك حتى علشان يعرف أن قد أيه ولده تجيل.
وافقت رشيده أخيراً بعد أن شعرت انها أصبحت سخريتهم بعد تبسُم يونس
حملها واتجه الى غرفتهم فوراً يضعها على الفراش
دخلت خلفه نرجس ونواره التى تُمسك بيدها كيساً به الادويه
لتقول نواره: الأدويه أهى تتاخد فى ميعادها مش تلاجى نفسك زينه تبطلى تاخديها الدكتوره جالت الأدويه والأهتمام بالوكل أنا دلوجتى، هروح عندى كم فرخه صغيره هروح أسلجلك واحده وأرجع العصر بها
تاكليها وتشربى الشوربه بتاعتها.
ضحكت نرجس تقول:
أسمعى حديث نواره بدل منضطر نلجأ للمحاليل والحجن كيف ما جالت الدكتوره.
نظرت رشيده لهن بتذمر ليضحك يونس.
نظرت له رشيده تقول بتذمر: وأنت كمان عچبك حديثهم وبتضحك عليه أنا خلاص بجيت زينه وممكن أجوم أرمح كيف الحصان.
ضحكوا ثلاثتهم عليها
………….
قبل قليل
دخلت نفيسه وأغلقت شُرفة غرفتها تشعر بغيظ كبير
وقفت تدق يديها ببعضهم
تقول: كيف الجطط بسبع أرواح لاه والى فى بطنها مجرالوش حاچه متبت فى الحياه
دلوجتى هتجول أنى رفصتها ومش بعيد تطلب من يونس يطلق ساره
زفرت نفسها تقول ساره بتى الغبيه عقلها بيشت ساعات كيف المخابيل
وكمان همت شكلها مش هتعمل حاجه فات شهور كتير وأها ولا حس ولا خبر،
كل شيء بيروح من يدى بسبب الغبيه ساره مش عارفه ليه حظها أكده لو كان يونس ولدها بصحيح كنت شيبت العيله بيه.
………….ــــــــــــــــــ،،،
مر أسبوع
شعرت رشيده بالزهق فهى ملازمه للفراش بأمر الطبيبه
ليلاً
دخل يونس الى العرفه وجدها تنام على الفراش
بمجرد أن رأته جلست مبتسمه
أقترب منها ومال يقبل خديها يقول:
ذات الخال كيفها؟
ردت رشيده: ذات الخال حاسه بزهق مش بخرج من الاوضه بجالى أسبوع مفيش الأ مره لما روحنا للدكتوره العياده.
ضحك يقول: وأيه الى يضيع الزهق عند ذات الخال؟
ردت مبتسمه: أنا وأخواتى كنا فى الصيف نجيب لب أسمر ونطلع على السطح نفرش الحصيره نجضى الليل كله نحكى ونتسامر مع بعضينا ونعد النجوم.
ابتسم يونس يقول: خلاص يا ذات الخال نطلع عالسطح أنا وأنتى نجضى الليل كله نعد النجوم سوا،
هروح أجول لحد من الشغالين يجهز لنا المضيفه الى على السُطح.
ردت رشيده: وعاوزه لب أسمر.
ضحك يونس وهو يخرج من الغرفه.
بعد قليل وضعها يونس على تلك المراتب الأرضيه وجلس خلفها يضمها لحضنه وأمامهما طبق به لب أسمر،
حاولت الأبتعاد عنه قائله: أيه ده أفرض حد طلع علينا مش بكفايه طالع شايلنى أنا كنت فى نص هدومى لما شافتنا أنهار.
ضحك وهو يجذبها لحضنه يقول: الى يشوف يشوف أنتى مرتى وحبيبة جلبى مد يده يأكل من ذالك اللب وهى أيضاً
تبسمت تقول: فى حاجه كنت عاوزه أجولك عليها،
أنت سألتنى على سبب النزيف قبل إكده وأنا جولت أنى وقعت بس مش دى الحجيجه أنا جولت أكده علشان كان جدام أمى وكمان أمى نرجس
بس مش دى الحقيقه.
أدار يونس وجه رشيده ليصبح أمام وجهه قائلاً: وأيه هى الحجيجه كنت متأكد أن فى سبب تانى بس مرضتش أضغط عليكى جدامهم وكمان حالتك مكنتش تسمح
جولى لى الحقيقه؟
ردت رشيده: الحجيجه أن مرات عمك زجتنى ووقجت وبعدها رفصتنى ببطنى
وكمان فى حاجه جالتها ساره مش عارفه معناها؟
رد يونس بانزعاج: وأيه كمان الى ساره جالت عليه وما هو يظهر كان أتفاق بينهم!
ردت رشيده: معتجدش لان نفيسه أنزعجت وجلبت الكلام
ساره جالت أن أبن راجحى مش ولدها وأنها حبله منيك،
أنا لو مش واثجه فيك لما جولت لى أنك رفضتها كنت صدجتها بس حكايه أن يونس الصغير مش ولدها دى فيها شك وكمان أنزعاج نفيسه وجتها يأكد الشك وكمان شكلها ماسكه حاجه على أنهار بتخوفها بيها علشان لما جولت لها تفك يونس الصغير زغرت ليها ومنعتها وأنهار خافت تجرب من الولد لو مش انا الى فكينه وكمان أخدت الضربه على يدى بداله،
وكمان مرات عمك سحبت الكرباج من يدى بجسوه وجرحت يدى شكل فى عندهم سر سوا.
تعجب يونس مما أخبرته به رفع يدها رأى أثر ذالك الجرح الذى ألتئم قليلاً وقبلهُ
قائلا: ً انا هبحث فى الكلام ده بنفسى وأعرف كل حاجه،
بس عندى سؤال أيه الى خلاكى متأكده أنى ما جربتش من ساره مش يمكن؟
قبل أن يكمل حديثه وضعت رشيده كف يدها على فمه تقول: أنا متأكده أنك مجربتش منيها.
تبسم يُقبل يدها قائلاً: أنا عشجت جنيه طلعتلى من النيل ونولتها ومجدرش أكون لغيرها.
تبسمت بخجل
أفتتن يونس بخجلها وضمها لصدره قائلاً: أنا قررت أطلق ساره وهى حره فى حياتها
أنا صُبرت كتير كان لازمن أعمل أكده من زمان لو مش عنادك من الأول عمرى ما كنت هتجوزها بس ها قدر.
شعرت رشيده بالحزن فالبفعل كان عنادها وتسلط لسانها هو السبب فى تلك الزيجه.
نظر يونس لوجه رشيده الذى تغير يقول سيبك من الحديث عن غيرنا خلينا فى نفسنا جولتى لى أنك أنتى وأخواتك كنتوا بتتسامروا وتعدوا النجوم سوا
كتتوا بتتكلموا فى أيه؟
ردت رشيده بتنهيده شوق: كنا بنتكلم فى كل حاجه وننظر للنجوم وهى ماشيه ونتمنى أمانى تتحقق.
نظر يونس للسماء ثم لها قائلا: ً فى نجمه ماشيه أهى أتمنى أمنيه.
أغمضت رشيده عيناها ثم فتحتها.
قال يونس: أتمنيتى أيه؟
ردت رشيده: أخر أمنيه أتمنيتها هى الستر
المره دى بتمنى ربنا يجومنى وأشوف ولدى بس.
تصنع يونس الزعل قائلاً: وأنا متمنتيش ليا معاكى أمنيه.
تبسمت رشيده لاه علشان أنتى جبرتنى أتجوزك بالعافيه.
نظر يونس لها باسماً يقول: بنت السلطان جلبها أسود.
تبسمت رشيده تقول: بنت السلطان جلبها مبجاش ملكها بجى ملك أخر حد كانت تعشجه أو حتى تفكر فيه وشايله بحشاها ولد الهلاليه
الا جولى ليه لما الدكتوره جالت أشوفلكم جنس الجنين كنت رافض ليه:
رد باسماً: علشان كان نفسي فى رشيده الهلالى
بس مش مهم أنتى بس تولدى الواد ده ومعاكى أربعين يوم راحه وبعدها هتحملى فى رشيده.
تذمرت تقول له: ليه فاكرنى أرنبه وهحمل بعد الأربعين لاه انا لسه صغار ومش هخلف تانى جبل خمس سنين.
ضحك يونس ينظر لعيناها يقول: على الاربعين يا رشيده وبكره تشوفى كلام مين الى هيمشى
ليتمدد ويمددها أمامه تنام بظهرها فى حضنه ولكن هى أدارت نفسها له وأصبحت بوجهه وضعت يدها تُمسد على خد يونس.
أغمض عينه يقول: هلكان بين العموديه والتدريس فى الجامعه مع أننا فى أجازه بس وجتى مشغول عالأخر ما بصدق يجى الليل علشان أخدك فى حضنى وأرتاح
نامى با جنيتى
تبسمت رشيده هنام إهنه أفرض حد من الداور طلع أهنه يشوفنا إكده.
فرد يونس يدهُ لتنام عليها رشيده ثم ألقى ذالك الغطاء الخفيف عليهم يقول: نامى ومتجلجيش محدش هيطلع علينا أهنه أنا منبه عليهم محدش يطلع جبل ما ننزل أحنا
تنهدت بعشق وهى تُغمض عيناها ليذهبا الى النوم سريعاً.
………
ولكن تلك الأذن الخبيثه التى يفور عقلها سمعت جزء من حديثهم معاً
تراه بنظرها يخونها مع من دون مستواها تتوعد أن تقتنص عشقه لها فقط.
…………
بعد مرور يومان
بالمندره بالدار
دخلت أنهار الى المندره تقول: تحت أمرك يا يونس بيه چنانك طلبتنى؟
رد يونس: ايوه أجفلى باب الدوار الى وراكى وتعالى أجعدى أهنه عايزك.
أغلقت أنهار الباب وعادت واقفه.
لتقول رشيده: أجعدى واجفه ليه.
ردت أنهار: حاضر يا ست رشيده.
جلست أنهار لتفاجىء بسؤال رشيده: مين أم يونس الصغير يا أنهار؟
تفاجئت أنهار وتعلثمت تقول: مش فاهمه جصدك يا ست رشيده أكيد أمه هى الست ساره.
ردت رشيده: لأه ساره مش أمه هى بنفسها جالت لى جبل ما أجع.
تعلثمت أنهار فى الحديث أكثر وتتخبط فى الاجابه قائله: أكيد فهمتي حديثها غلط.
تحدث يونس قائلا بحزم: جولى الحجيجه يا أنهار بدون لف ودوران أفضلك لأن لو عرفت الحجيجه من حد تانى مش هجولك على رد فعلى وجتها،
وممكن أطردك من الدوار والبلد كلها.
هبت أنهار تتجه تنحنى لتُقبل يد يونس الذى أبعدها عنها سريعاً.
قائله:
أنا خدامتك يا يونس بيه هجولك عالحجيجه بس وحيات الست رشيده بلاش تحرمنى من واد بتى الى راحت منى صغيره بسبب طمع راجحى بيه فيها
هجولك على كل حاجه بصراحه:
من حوالى تمن سنين چيت أشتغل أهنه انا والمرحوم جوزى أحنا مش من أهنه احنا من أسيوط بس هناك الحال كان ضيق علينا والمرحوم جابل واحد وجاله على مصنع الطوب بتاعكم وجه أشتغل أهنه كان بيجى أسيوط ليله واحده فى السبوع لحد ما عرض عليه راجحى بيه أنه ممكن يشغله فى حراسة المصنع بس لازمن يفضل أهنه عالدوام وجاله انه ممكن يشوف لى شغلانه أهنه فى الدوار ووافجنا وجينا كان معايا بتى زهور عندها خمستاشر سنه كانت هى زهره بصحيح كانت فى يوم بتتمشى فى الچنينه
لمحها راجحى بيه راحلها وسحبها فى الكلام وهى فكرته أنه بيحاكيها بحسن نيه وأتكرر الموضوع ده أكتر من مره،
لحد ما ضحك على عقلها وخدها الأستطبل وأنتهك شرفها وهددها لو جالت لحد هيجتلنى أنا وأبوها،
سكتت وخبت على وأتكرر مجابلتهم فى الأستطبل أكتر من مره لحد ما بجت حبله معرفتش تعمل أيه،
حاولت تهرب من أهنه بس أبوها شافها بعد نص الليل وهى طالعه من الدوار ومشى وراها،
لما حست بحد ماشى وراها خافت وأدارت فى عشه صغيره على أول البلد بس جوزى كان شافها ودخل وراها لما لاجته هو جدامها خافت جوى وجالت له سيبنى يا أبوى أبعد عنك بعارى ومتجتلنيش أنا ماليش ذنب أنا خوفت عليك أنت وأماى وحكت له الى حصل معاها
عقله طار ومبجاش عارف يفكر،
هى دى الى أتغربنا وسيبنا ديارنا علشان نعلمها ونجوزها للى يصون شرفها،
رجع بيها لهنا الدوار وراح لغالب بيه وحكى له الى سمعه من زهور وجاله أنها حبله،
فى الأول غالب بيه كان رافض حديث جوزى بس بعد وجت جالنا وجال لنا أن الى فى بطن بتى زهور هيبجى من نسلهم بس بشرط هيتجيد فى الحكومه بأسم الست ساره ووافجنا وكان من ضمن الشرط أننا ننزل البندر مع الست ساره نخدمها فى شجه خاصه بيها تجضى مدة حملها بعيد عن الدوار وروحت انا وزهور كنت بخدم الست ساره فيها وأستحملت منها الكتير
والى عرفته بعدها بالغلط من خدمتى للست ساره أن الست ساره عندها عيب خلقى فى الرحم مستحيل تحبل،
وده الى خلى غالب بيه وافق بعد ما كان رافض يعترف أن بتى حبله من راجحى بيه بس جوزى كان رافض بس أنا وافجت وياريتنى ما وافجت
بتى كانت صغار ومبلغتش والحمل أثر عليها كتير وبالذات فى الشهر الأخير كانت أوجات بتنزف والست ساره مترضاش تجيب لها دكتور
لحد ما النزيف زاد ولازمن تولد،
الست ساره رفضت توديها مستوصف تولد فيه وولدتها أنى وجابت يونس بيه للحياه وهى فارجت الحياه وبعدها لما رجعت مع الست ساره لأهنه جولنا ان بتى ماتت بمرض الجلب
دفنتها وفضلت أنا وجوزى هنا نشتغل مكنش هاممنى قد أبن بتى ميبعدش عنى هو كان، عوض عنها وبعدها بشويه مصنع الطوب جامت فيه حريجه وجوزى أتحرق فيها وربنا أختاره وفضلت أنا أهنه علشان يبجى يونس بيه، جدامى والمثل بيجول الكلب النباح خير من السبع الى راح،
وانا الة كنت براعيه والست ساره عمرها ما حنت عليه وكانت دايما تضربه وراجحى بيه كمان كان بيضربه،
بس للأمانه غالب بيه كان بيحبه وكان دايما يجول انه فيه شبه منيك والست نرجس متعرفش ميعرفش الجصه غير غالب بيه والست نفيسه لأنها كانت بتزورنا كتير وبس حتى عواد بيه ميعرفش،
أنهت انهار سرد ما حدث بالماضى.
وصوت بكائها يصم أذان يونس متعجباً يسأل نفسه هل كان ذالك راجحى شيطاناً لهذه الدرجه ولما يتعجب فهو حاول أغتصاب رشيده وأغتصب ماجده حتى الذئب لا يفعل هذا.
قالت أنهار برجاء وهى تركع أمام قدم رشيده الجالسه: والنبى يا ست رشيده متبعدنيش عن ولد بتى أنتى هتبجى أم وأكيد عرفتى معزة الولد،
يونس هو الى بجيلى فى الدنيا ذكرى عايشه عليها أنا أستحملت جسوة الست نفيسه وساره وكنت بنفذ الى بيجولولي عليه حتى لما حطيت ليونس بيه البرشام فى الشاى كان بأمر من الست نفيسه،
البرشام ده كان بياخد منه راجحى بيه جبل ما يدخل أوضة الست ساره وبعدها كنا بنسمع صراخها ومحدش كان بيدخل الأ مره الست نرجس والست نفيسه جالت لها راجل ومرته محدش يدخل بينهم.
وقفت رشيده وأوقفت أنهار الباكيه تبكى رشيده أيضاً على بكائها،
نظرت الى يونس التائه عقله لا يستوعب ما سمعه،
ولكن كما يقولون الحقيقه أقسى من الخيال .
أنتبه يونس الى نظرات رشيده ليعود الى الواقع وما سمعه هو لم يكن يتخيل فتلك هى حقيقة ذالك الصغير.!
زفر يونس نفسه قائلا: وهو يقترب منهن
خلاص يا أنهار محدش هيجدر يبعد ولد بتك عنك بس مش عاوز حد يعرف أنى عرفت حاجه عن الموضوع ده وأى حاجه تجولك عليها سواء مرات عمى او ساره يكون عندى خبر بيها، وأطمنى محدش عاد هيجدر يضرب يونس تانى وأنا موجود.
مسحت أنهار دموعها وأنحنت تقبل يد يونس لكنه سحب يدهُ
لتقول بفرحه: ربنا يخليك يا يونس بيه وكمان ربنا يخليلك الست رشيده وتجوم بالسلامه يارب وتفرح بولدها.
تبسم يونس قائلاً: يارب أدعى لها من جلبك.
ردت أنهار: والله لما كانت فى الوحده كنت بدعى ربنا يلطف بيها كفايه أنها حاشت الست ساره عن جلد يونس ربنا يبارك لك فيها يارب.
تبسمت رشيده هى الأخرى
رد يونس: يارب ومن النهارده عايزك تاخدى بالك من الست رشيده فى غيابى.
قالت أنهار: أنا هاخد بالى منيها وهخدم الست رشيده برموش عنيا.
ضحك يونس يقول: تمام روحى أنتى دلوجتى.
غادرت أنهار الغرفه ولكن على بعد مسافه صغيره
تعثرت فى ساره التى سألتها عن وجودها بالمندره؟
فردت أنهار قائله بهدوء: كان عايزنى أحضر وكل له و للست رشيده.
نظرت ساره الى وجه أنهار فيبدوا عليه أثار الدموع
لكن نفضت عن تفكيرها قائله: غورى هاتى لها سم تتسممه.
ذهبت أنهار من أمامها مسرعه.
نفخت ساره أنفاسها أكثر من مره قائله: ساحره ولازمن أتخلص منيها قبل ما تسحر للكل أهنه.
بينما بالمندره أقترب يونس من رشيده ومسح بأنامله دموعها قائلاً. بمزح: أنا كنت مغشوش فى جوة بنت السلطان دى طلعت بسكوتايه وبتتأثر ودموعها بتنزل بسرعه.
بعدت رشيده يديه من على وجنتيها قائله: بعد عنى أنت بتتريق عليا،
أنا جويه زى ما أنا بس يظهر الحمل هو الى مأثر علي،
وبعدين من الى جال ان الجوى مش بيبكى
البُكى مش ضعف البُكى حنيه.
…..ـــــــــــــ،،،
بعد أيام
عقل ساره يذهب منها كلما رأت رشيده تود قتلها حاولت التهجم عليها مره ولكن غالب أنقذ رشيده،
هى تسحر للجميع هى ساحره شريره هكذا عقلها يقول.
فى وقت عودة يونس من الخارج رأته من شُرفة غرفتها يدخل الى الدوار
جاء أليها تلك الفكره التى ستفعلها ستدفع يونس بالأعتراف بعشقُه لها وأيضاً سيطلق رشيده.
نزلت من غرفتها تبحث عن هدفها وهو ذالك الصغير
الذى كان يلعب بالحديقه
حين رأى أقترابها منه خاف كثيراً وبدأ يعود للخلف الى أن أصتطدم بالحائط خلفه لم يُعد له مفر
جذبته من مقدمة ثيابه وسارت به خلفها الى أن صعدت به الى سطح الدوار
ووقفت على حائط متوسط الحجم متطرفان
ليصرخ الصغير بقوه.
خرج جميع من بالدوار يعرف سبب الصُراخ العالى لهذا الطفل،
ذُهل الجميع حين رأى وقوف ساره وهى تتشبث بالصغير على ذالك السور!
صعد يونس سريعاً الى السطح
وصعدت خلفه أيضاً رشيده حسب جهدها فى السير،
وأيضاً أنهار التى تبكى بشده،
وقف يونس أمامها يحاول معها أن تستجيب له وتنزل هى والصغير من على هذا السور حتى لا يصيبهما مكروه
لكنها لا تستجيب
ظل يُحايلها
الى أن قالت له: جول أنك بتحبنى و طلق رشيده دلوجتى وأنا هنزل أنا وأبننا رشيده ساحره وعايزه تخطف ولدنا.
نظر يونس لرشيده التى تمسد على كتف أنهار الباكيه
ثم أعاد نظره الى ساره قائلا: بحبك وحاضر هطلجها بس أنزلى بالولد علشان خاطرى.
ردت ساره: لاه أسمعك بطلجها الأول وهنزل.
تنهد يونس يحاول أشغالها بالحديث الى أن أقترب من مكان وقوف ساره،
التى فجأه وجدته أمامها،
لتعود خطوه للخلف كرد فعل لتسقط لكن يد يونس طالت ذالك الصغير وتمسك الصغير بيدهُ بيونس،
الذى عاد به للخلف سريعاً الى أن نزل على مستوى السطح حضن الصغير يونس
الذى ضمه متبسماً.
ثم خرج من حضن يونس وتوجه الى رشيده التى ضمته مبتسمه هى أيضاً.
ليشدها الصغير لتنحنى تصبح بمستواه ليقوم بتقبيل خديها.
أبتسمت له.
ترك الصغير رشيده ثم توجه الى تلك الباكيه وقام برمى نفسه بين يديها التى حضتنه بقوه تريد أدخاله محل قلبها الى أن ئن الصغير بين يديها لتبتسم وهى تفُك حصار يديها من عليه
لتأخذه وتغادر.
نظر يونس ورشيده من أعلى الى أسفل ليروا
ساره يحملها عواد بعد أن أغمى عليها بعد أن وقعت على تلك المرتبه التى وضعها الغفر أسفل منطقه وقوف ساره على السور أثناء أشغال يونس لها بالحديث.
عاد يونس ينظر الى رشيده متنهدا براحه
نظرت له مبتسمه تقول: ربنا عداها على خير.
نظر يونس لرشيده قائلاً: لأ معدهاش لسه أنتى أزاى يا هانم تحضنى الواد وتسبيه يبوسك؟
ضحكت رشيده قائله بدلال: والله الواد عسل وشبه عمه أجوله لأه يعنى،
دا أنا حتى بتوحم عليه علشان ولدى يطلع جميل
زييه.
ابتسم وهو يضمها قائلا لاه أتوحمى عليا أنا ألأصل.
أبتعدت عنه تقول: خلى بالك أحنا عالسطوح بالنهار بعد بجى وأنا هنزل،
وبعدين أنزل شوف مرتك التانيه جرالها أيه
ضحك قائلا معنديش غير جنيه واحده فى حياتى.
……….ـــــــــــــــــــــ،،،
بعد مرور أكثر من شهر ونصف
دخل يونس الى الغرفه وجد رشيده تجلس وبيدها كتاباً تقرأ فيه
تركت رشيده الكتاب وتبسمت له تنهض تقف تستقبله.
أقترب يونس منها يقول بمشاغبه: خليكى زى ما أنت جاعده أنتى على ما توصلى لعندى فيها أسبوع بحاله.
تذمرت رشيده منه وقالت: جصدك أيه وماله أسخر منى وهجول لأمى نرجس تتصرف هى معاك بجى.
تبسم يونس: لاه على أيه دى أمبارح عقاباً ليا باتت أهنه وأنا نمت بأوضه تانيه خلاص بجى مبيجاش جلبك أسود وبعدين تعالى نجعد أنا عاوز أتحدث معاكى فى حاجه مهمه.
ردت رشيده بسؤال: وأيه هى الحاجه دى وكمان أيه الكيس الى فى يدك ده شكله فيه كُتب جبت كُتب جديده.
ساعدها على الجلوس على الأريكه وجلس جوارها
يقول: هى فعلاً كُتب جديده ولازمن تحفظيها لأنك هتمتحنى فيها بعد كم شهر.
تعجبت من رده!
لكن تبسم يونس يخرج من جيب قميصه
بطاقه صغيره يُعطيها لها لتقرئها،
نظرت له متبسمه ده كارنيه جامعه وبأسمى معناه أيه؟
رد يونس: ده كارنيه دخولك لكلية الزراعه هنا فى سوهاج فى كليه للزراعه،
انا سحبت ورجك من جامعة أسيوط وجدمت ليكى أهنه وطلعت ليكى الكارنيه وكمان أشتريت الكُتب
ردت رشيده: وكيف بجى هروح الكليه بمنظرى ده وكمان الى هناك هبيجوا أصغر منى مش زملاتى الى فى سنى.
رد يونس: مش هتروحى الا على الامتحانات بتاعة نص السنه هتكونى جومتى بالسلامه وبعدين وأيه يعنى زملاتك مش من سنك العلام مفيش فيه كبير وصغير أنا بشوفك بتجعدى جنب يونس الصغير تعلميه.
تبسمت رشيده تقول: والله هو ذكى جداً وشاطر
بس ضرب ساره له كان هيربى له عُجده نفسيه وكان هبيجى جبان الطفل الى بينضرب كتير بيبجى جبان،
بس من يوم ما دخلت ساره المصحه النفسيه وكمان نفيسه أتهدت وبعدت عنى وعنه وهو نفسيته أتعدلت.
تبسم يقول: أنتى كنتى طوق النجاه للطفل ده لو مش أنتى مكنتش هعرف جصته ولا كيف بيعاملوه،
أنا بحبك وبحب جلبك الكبير الى بيساعد فى الحق،
كمان عندى ليكى بشرى تانيه؟
قالت بفضول: أيه هى؟
رد يونس: فاكره لما وجفتى جدام عمى وجولتى النجع مش محتاج جامع محتاج مدرسه أو مستشفى،
انا خصصت حته أرض جنب الجامع ده وأخدت موافقه بناء مدرسه وهنبدأ في بناها جريب.
نظرت أليه سعيده لتفاجئه بأحتضانها قائله: أنا بحبك يا ولد الهلاليه
ضمها أكثر يقول وهو يقبل وجنتها: وأنا بعشجك يا بنت السلطان
………..ــــــــــــــ،،،
أقترب موعد ولاده رشيده
عصراً
كانت تسير على سطح الدوار كعادتها منذ مده صغيره حتى يساعد المشى على ولادتها بسهوله سريعاً
لمحت يونس يدخل الى الدوار أشارت له كما تفعل يومياً
ولكن تعجبت فهو كان يُشير لها هى الأخرى بيده
نزلت من على السطح ودخلت غرفتهم لم تجده فى الغرفه ككل يوم
زاد أنشغالها
نزلت لاسفل سألت احدى الخادمات عن مكان يونس فأجابتها أنه بالمندره،
وجدت باب المندره الذى يفتح على الدوار مُغلق من الداخل زاد أنشغالها!
قررت الذهاب الى الباب الخارجى
صعدت تلك الدرجتان وقبل أن تدخل الى المندره
تسمرت مكانها حين سمعت يونس يقول لصبحى بتعصب وحزن:
ومين الى له مصلحه يجتل عبد المحسن ويرميه فى النيل؟
كأنها أخذت طلقه رصاص بصدرها توقف عقلها لا يصدق ما سمع
فاقت على ركلة جنينها القويه فى رحمها شعرت بعدها بتقلصات قويه أنحنت تضع يدها على بطنها وخرجت منها أهه ضعيفه
جعلت يونس أنتبه بوجودها المفاجىء أمامه
تتألم تُمسك بيدها بطنها واليد الاخرى تمسك بحلق الباب
ذهب يونس مسرعاً عليها يقوم بأسنادها قبل أن تسقط أرضاً فاقده للوعى،
حملها يونس يوجه حديثه لصبحى: أفتحى الباب ده وروح هات الدكتوره بسرعه
دخل يونس بها الى الغرفه ووضعها بالفراش وأتى بالعطر يفوقها
أستجابت له لتفيق وتنظر له قائله بتقطع: عم عبد المحسن أتجتل؟
صمت يونس كان الأجابه
حاولت القيام من على الفراش لكن يونس قال: لها متنسيش أنك حامل فى الشهر الأخير والعصبيه عليكى مش كويسه
مش علشان خاطرى علشان خاطر الى فى بطنك بلاش يا رشيده.
أقترب وقام بحضنها تبكى بحضنه
تقول: كان دايما بيدور عليا ويجى لى،
كان هنا أول أمبارح زى ما يكون جلبه حاسس وجالى أنا مش هشوف ولدك بس أبجى أحكى له عنى،
وجولى له أنى كنت مرسال العشق بين يونس وبنت السلطان.
ضمها يونس أكثر يقول: كلنا مكتوب أعمارنا وما بتخلص بنسيب الدنيا والى بيفضل ذكرانا فى جلوب الى بنحبهم يدعوا لنا بالرحمه
أدعى له بالرحمه يا رشيده.
تنهدت تبكى بشده بحضنه،
أبتعدت عنه حين سمعا طرقاً على الباب
قام يونس وفتح الباب
وجد الطبيه تقف أمامه
رحب بها
وقفت الطبيبه تعاينها وقد أعطت لها حُقنه مهدئه،
ثم تبسمت لها قائله: مش عايزين ندخل فى ولاده مبكره هدى نفسك كده أحنا قدامنا أقل من شهر خليهم يعدوا بهدوء
مالت رشيده برأسها بموافقه على حديث الطبيبه
لم تغمض ليونس عين تلك الليله عقلهُ يفكر من له عداوه مع ذالك الرجل الذي لا يفقه شئ غير حب من يعامله بحُسنى وينفر ممن يبغضه ولكنه لم يكن موذى ليُقتل ويُلقى فى النيل؟
أنتهى غسق الفجر وبدأ النور يُعلن عن نفسه.
نهض يونس من جوار رشيده بعد أن ألقى عليها نظره ووجدها نائمه،
تنهد يزفر أنفاسه لديه شعور أنها مستيقظه لكن تغمض عيناها تُخفى شدة حزنها،
أقترب من شباك الغرفه الزجاجى وأزاح الستاره قليلاً وجد نور بدأ يتسلل من الظلام.
فتحت رشيده عيناها حين أدار يونس وجهه عنها تنفست ببطء حتى لا يشعر يونس بها قلبها حزين من صاحب القلب القاسى الذى تحجر وفعل ذالك بذالك الرجل الذى كان على الدوام سخرية الأخرين رغم طيبة قلبه البرىء الذى لم يعرف سوى حب من يعطف عليه حتى لو بكلمه حسنه مثلما كانت تفعل معه لم يكن طامع بشىء يوماً،
نظرت الى يونس الذى فتح الستاره قليلاً حتى لا يتسلل ذالك الضوء الخافت الى الغرفه
لكن رأت هى الضوء الذى بدأ ينبعث من جديد
لكن أيضاً سرعان ما أغمضت عيناها حين ترك يونس الستاره لتُظلم الغرفه مره أخرى
نظر الى رشيده وجدها مغمضة العين.
ذهب الى دولاب الملابس وأخذ ملابس أخرى له ودخل الى الحمام وبدل ثيابه وخرج من الغرفه.
صحوت رشيده بعد أن غادر مباشرةً
تنفست بعمق لا تعلم لما لديها شعور شىء كلما أقترب موعد ولادتها يزداد.
بالمندره
دخل صبحى يقول
صباح الخير يا يونس بيه
أماء يونس برأسه ثم قال: أستلمت جثة عم عبد المحسن من الطب الشرعى كيف ما جولت لك؟
رد صبحى: أيوه يا يونس بيه وهنصلى عليه الجنازه بعد صلاة الضهر وجولت لأبن خاله فى البدايه مكنش موافق يندفن عندهم فى المجابر وكان عايزه يندفن فى مجابر الصدجه بس أنا جولت له يونس بيه جالى لو مش هيندفن عندكم فى مجابركم هياخدوا فى مجابر الهلاليه جام وافق وفتحنا له قبره وجهزناه.
تعجب يونس من رفض قريب عبد المحسن دفنه فى مقابرهم هل وصل الحال بالناس بهذا الحد من الجهل والتخلف ليرفض أن يدفن صاحب العقل الصغير والقلب الكبير، يبدوا أن رشيده كانت على صواب حين قالت له الناس فى النجع محتاجه الى يعلمها الرحمه والتراحم قبل الى يُأكلها.
…….
بعد صلاة الظهر
وقف يونس وسط مُشيعى الجنازه اللذين يقومون بدفن جثمان عبدالمحسن
رفع رأسه رأى رشيده بين النساء الموجودين بالمقابر
زفر أنفاسه من تلك التى تخالف حديث الطبيبه هو كان لديه شعور كبير أنها ستفعل ذااك ولكن تمنى أن تُخلف ظنُه.
بعدقليل أنتهوا من تورية عبد المحسن الثرى وبدأ الرجال فى الأنصراف
تقدمن النساء وأقتربن من القبر
رفعت رشيده يديها تقرأ الفاتحه له.
أقتربت منها أمرإه ترتدى جلباب أسود وفوقه حجاب أبيض تُغطى وجهها مالت على رشيده تتحدث بفحيح قائله:
الچنازه الجايه هتبجى ل نسل الهلاليه الى بحشاكى يا بنت السلطان وهكون خلصت تار ولدى من الى جتلوه وجتها.
فحيح تلك المرأه غيب عقل رشيده لدقائق
فاقت على تمسيد نواره على كتف رشيده
تقول بعتاب: مكنش لازمن تجى يا بتى شكلك تعبانه أنتى خلاص جربتى تولدى ولازمك راحه.
ردت رشيده: أنا زينه يا أماى مكنش ينفع مودعش عمى عبدالمحسن الله يرحمه.
ردت نواره: ويرحمنا كلنا يا بتى الرحمه تجوز عالحى والميت.
ليلاً نامت رشيده بالفراش عقلها مازال يفكر بما قالته تلك المرأه التى لم تتعرف عليها من يكون ولدها التى تريد الأنتقام له هل كان أحد ضحايا راجحى.!
وضعت يديها على بطنها تمسد عليها لما الأنتقام من ولدها فكر عقلها هل سيتحمل ولدها ذنب ما أقترفه غيره من أخطاء؟
لم تنتبه على
خلع يونس ملابسه وأنضمامه الى جوارها بالفراش
الأ حين تحدث قائلا: مين الى كانت لابسه شال أبيض على وشها فى المقابر ووجفت جارك لدقيقتين؟
ردت رشيده: معرفهاش حتى مشوفتش وشها.
تعجب يونس من تكون تلك المرأه رأها تميل على رشيده تهمس لها بشىء لاحظ رشيده بعدها تغير ملحوظ على وجه رشيده
لديه هو الأخر شعور سىء يزداد كلما أقترب موعد ولادة رشيده.
مد يدهُ لتنام عليها رشيده ككل ليله ولكن تعجب حين أستدارت رشيده وأعطت له ظهرها
أقترب منها ووضع يدهُ على كتفها يقول رشيده بلاش تبعدى عنى.
أدارها لتصبح وجهها بوجهه رأى الدموع بعيناه تحاول منعها
ضمها لصدره قائلاً: عارف أنه كان غالى عليكى جوى بس هو لو شافك أكده كان هيحزن، حبييتى راعى أنك حامل وكمان راعى أنى لما بشوفك حزينه بحزن أكتر منك، وراعى أنى دايماً باخد منك الأمل والتفاؤل،
من بسمتك وقلبك الشجاع،
أنا بعشق عنيكى الى زى الليل بلاش تخلى فيها غيوم ويضيع سوادها الأمع.
تنهدت رشيده ببسمه موجوعه.
………ــــــــــــــــــ،،،،
بعد مرور أكثر من عشرون يوم
صباحاً
دخلت أنهار على رشيده الغرفه تضع أمامها طبقاً من الفاكهه
لتقول مبتسمه أنا شوفتك مأكلتيش فى الفطور جولت أكيد مكنش ليكى نفس بسبب نظرات الست نفيسه أكيد حسدتك هى من يوم دخول بتها للمصحه وهى كأنها فى عالم تانى هى كمان
يلا ربنا عالجوى.
شعرت رشيده بوجع بسيط وتألمت بخفوت تقول لها:
الجوى فى الاجوى منه وربنا أجوى من كل شىء.
تبسمت أنهار تومىء رأسها بموافقه تقول: عايزه منى حاجه يونس بيه مأكد عليا أهتم بيكى.
تبسمت رشيده: لاه كتر خيرك لو عوزت حاجه هنادى عليكى بس أبعتيلى يونس أهنه يجعد معاى شويه.
بعد قليل بدأ الألم يزداد عليها وتقاومه
الى أن بدأت قواها تنتهى مساءً على دخول يونس
الذى شعر بها رغم أخفائها عليه ببسمتها المتألمه
ولكن أنتهى تحملها حين أقترب منها
وقبل أن يسألها تألمت بقوه واضحه
أرتبك فى البدايه ولكن تمالك نفسه وحضنها يقول خلينا نروح للدكتوره ولما حاسه بوجع مقولتيش لأمى ليه؟
ردت بتألم الوجع لسه زايد عليا مره واحده لتصرخ نهايه الجمله بأه!
فى ظرف وقت قصير كانت بعيادة تلك الطبيبه
خرجت الطبيبه من الغرفه تبتسم قائله لسه شويه على ما تولد متقلقوش الوضع طبيعى ومفيش أى خطوره بس أنا مستنيه أخر الوقت علشان تولد طبيعى
بعد وقت أخر
خرجت الطبيبه متبسمه تقول الحمد لله الأم والولد بخير بس هى من شدة الولاده أغمى عليها وفوقتها وهى دلوقتي بقت كويسه
الممرضه جوه معاها تقدروا تدخلوا لها بس بلاش تزاحم علشان المكان ضيق
هى هتبات هنا الليله وعلى بكره الضهر هتطلع.
دخل يونس وخلفه كل من نرجس ونواره اللتان أتو أثناء ولادتها
أعطت الممرضه الطفل ليونس ليحمله
كان شعوره لا يوصف
قبل جبهة صغيرهُ
ونطق له الشهاده والأذان
وذهب به الى جوار رشيده الواهنه وتبسم ثم مال يقبل جبينها
قائلا حمدلله على سلامتك يا أم حسين الهلالى.
نظرت له متعجبه ثم أبتسمت قائله: ربنا يبارك لك فيه ويرزقك برهُ.
رد مبتسم ربنا يبارك لنا أحنا الأتنين ويرزقنا بره.
أدمعت عين نواره قائله: أيه ده وأحنا مش هنشوف الولد ولا أيه دا أول حفيد ليا.
ردت نرجس هى الاخرى وكمان أول حفيد ليا.
تبسما يونس ورشيده على حديثهم
أعطى يونس الصغير لنرجس التى حملته بين يديها سعيده ووقفت جوارها نواره تقول كله شبه يونس
ردت نرجس له كلاته جده راجحى بالظبط بس أسم حسين حلو ويليق عليه
تبسمت نواره تقول بس فى رشيده أتولدت امبارح سلوى مرات حسين ولدت بت وحسين سماها رشيده وأنا شوفتها الخالق الناطق أنتى كأنك كنتى جدامى لما أمى أديتك ليا بعد ما ولدتك حتى شعرها وده الى حسين سماها رشيده.
تبسمت رشيده قائله: حسين واد عمى طيب ويستاهل الخير الحمد لله ان سلوى ربنا كملها حملها المره دى بخير ومنزلش زى الى جبله.
شعر يونس بالغيره ولكن أخفاها متبسماً يقول لنفسه: حتى أن كان هناك أخر يحبها فهو من فاز بعشق بنت السلطان.
……….ـــــــــــــــــــــ،،،،
ظهر اليوم التالى…
دخل يونس بالسياره وأوقفها أمام الدوار
نزلت نواره وخلفها نرجس
التى كانت تحمل صغير ولدها كأنه كنزها الثمين
نزلت خلفهن رشيده أقتربت منها نواره تسندها
أبتسمت رشيده قائله: أنا زينه يا أماى متجلجيش عليا جوى أكده.
تبسم يونس
لكن الشر المتربص جاء وهذا ما يريدهُ
صوت بغيض يقول: تار ولدى وتار حرقة جلبى سنين طوال هيتاخد النهارده
رشيده جتلت ولدى راجحى
ونرجس جتلت جلبى لما أتجوزت غالب.
رفعت سلاحاً ناريا صوبته على ذالك الصغير التى تحمله نرجس التى ضمته بحمايه
ولكن قبل أن يتحدث أحدا كانت طلقه ناريه تخترق ظهر رشيده التى دفعت نفسها أمام نرجس
أستدارت رشيده تُعطى وجهها لهمت ولكن قبل أن تتحدث كان هناك طلقه أخرى أخترقت قلبها وسقطت راكعه أمام نواره التى سرعان ما مالت عليها هى ويونس الذى يرفض عقله
أما همت فا فارقت الحياه فى الحال بسبب طلقه من غالب أصابت رأسها مباشرةً.
صرخ يونس قائلا هاتوا عربيه بسرعه مال يحملها
دمائها تنزف
قالت رشيده بتقطع: عطشانه عايزه أشرب من النيل ودينى هناك مفيش جدامى وجت كتير حقق لى أخر أمنيه.
بعد دقائق كان يونس يجلس فى مياه النيل الضحله
رشيده بين يديه تنزف دمائها
ملىء يده بالماء يُسقيها الى أن أرتوت
نظرت رشيده الى السماء تقول القمر مع أنه بدر الليله بس مختفى وراء الغيوم شكلها هتمطر.
رفع يونس رأسه نظر الى السماء ثم لها قائلا: خلينا نروح الوحده.
ردت رشيده: مش هتلحق توصل بيا خلينى هنا أنا خلاص ساعتى هتخلص كنت حاسه بأكده.
أرتجف جسد رشيده بين يدى يونس ضمها يشعر ببروده تغزو جسدها
أمسك يدها ورفعها يقبلها
ثم أحتضنها بقوه وسمع أخر ما همست به
رشيده بنت السلطان حمت أبن الهلاليه من الموت كلمه عنى وجول له أنه كان المستحيل الى أتحقق،
أن بنت السلطان تسلم و تعشق يونس الهلالى،
كان أخر ما نطقت به هو أسمه كأنه نغمه فقدت من الألحان
بكت السماء مع عيناه وأمطرت بغزاره ظل محتضنها بين يديه
أمتزجت دموع السماء مع دموع يونس مع دماء رشيده مع مياه النيل.
هى كانت كقربان قُدم للنيل كعروس النيل القديمه
ليتغير بعدها كل شىء ويُمحى الجهل من العقول ويتحقق العدل المفقود.
❤
فى دايرة الرحله دروب بنا تخلى ايا ياحييب عمرى وصحبتى وجمرى
عيون مره تباعد خطاوى مره تعاند
حنين يحكى وشوق جوانا يبكى والدمع زايد كبت
فى دايرة الرحله دروب بنا تخلى
ليه يا سنين العمر ترضى لنا بالمر دا لولا فينا صبر لهان علينا العمر
فى دايرة الرحله
فى ايام مع المولى
ليللينا يا ليللينا مره هتحلالنا
تميل على ميلنا فى دايرة الرحله
رحله يا رحله صعبه يا سهله رحاله خطوتنا فى دايرة الرحله
عيون مره تباعد خطاوى مره تعاند
حنين جوانا يحكى
وشوق جوانا يبكى والدمع زايد كبت
فى دايرة الرحله دروب بنا تخلى
❤
مرت سنين العُمر
بعد عشرون عاماً
بسوهاج
مساءً بمحطة القطار
هبط ذالك الشاب اليافع من القطار القادم من القاهره
رأى من أشار أليه
ذهب اليه مُسرعاً سلما على بعضهم برحابه
نطق الشاب قائلاً: كبرت يا حسين يا واد عمى كيفك أخر مره شوفتك كنت فى ثانوى
سمعت أنك دخلت كلية الزراعه ومشاء الله سمعت عن الأراضى الى بتستصلحها
أبتسم حسين:
نورت بلدك يا يونس يا هلالى كيف أخبارك أخدت الدكتوراه فى الجفرافيا شرفت الهلاليه
تبسم يونس قائلاً: فين عمى يونس؟
رد حسين مبتسماً: هنا فى العربيه الراجل كبر بقى وقال هفضل فى العربيه وأدخل أنت هات واد عمك.
ضحك يونس: طب يلا شيل الشنطه وخلينا نروح له أتوحشته كتير من زمان مشفتوش
ضحك حسين: واه وأنا مالى هى كانت شنطتى شيل حاجتك بنفسك.
نظر يونس له قائلاً: شيل يا حسين وأنت ساكت مين الكبير فينا مين الى كان بيشيلك وانت صغير ويلاعبك
رد حسين: يا دى أم الذل هى عيلة الهلالى مكنش فيها غيرك وأنا صغير أعمل أيه هشيل الشنطه من سُكات بدل ما تسرد طفولتى المشرده هنا قدام الى نازلين من القطر عارفك بتحب الحكاوى والحواديت من وأنت صغير وفى الأخر روحت درست الخغرافيا
مش عارف ليه
بعدين أفهم يلا بينا زمان العمده مستنينا فى العربيه
خرجا الاثنان من محطة القطار
رأى يونس ذالك الكهل يقف أمام السياره
جرى عليه وأحتضنه وقبل كتفيه قائلاً: وحشتنى يا
منُقذى ومُعلمى الثانى
تبسم وهو يضمه بود وحنان
تبسم حسين يقول: ومين بقى مُعلمك الأول
نظر يونس الصغير الى يونس قائلاً: قول مُعلمتى
كانت رشيده بنت السلطان تعالى هحكيلك عنها بس دى غلطة غلطة حياتها لما سابت للبشريه بلوه أسمها حسين الهلالى.
ضحك يونس على مزحهم قائلاً: يلا بلاش تضيع الوقت خلونا نرجع النجع
ركب ثلاثتهم السياره
سأل يونس حسين قائلاً: أمال جدى غالب عامل أيه دلوقتي وكمان جدى عواد
رد حسين: هو بقى كويس كان جاله ذبحه صدريه بس بقى زين.
دى جدتى نرجس بتهتم بيه.
وكمان جدتى نفيسه بقت عقلها على قده واوقات بتخترف بعد عمتى ساره ما قتلت نفسها فى المستشفى وأنهار هى الى بتهتم بيها.
رد حسين: جدى عواد من يوم الثوره وحلو مجلس الشعب بطل ينزل أنتخابات وقال أنه مل من الموضوع وأتفرغ للأرض وبقى بيساعدنى فيها
وكمان خالى صفوان أتنقل نيابة جرجا وجدتى نواره كل ما يتنقل مكان تروح مكان بسبب أصراره أنها تفضل معاه دايما وعنده بت صغيره أسمها نواره رخمه قوى،
بس قولى أنت أخبار خالتى يُسر وعمى يوسف وكمان عمتى ياسمين وعمى هاشم فوت عليهم فى مصر قبل ما تيجى
رد يونس أه مرات عمى يُسر ممشيه عمى يوسف عالعجين ولو اتكلم تقوله أنت السبب لو مكنتش أتجوزتك كان زمانى لسه مضيفة طيران أتفسح وألف العالم بدل الكبت الى انا فيه منك ومن مؤسسة،حرف الياء الى خلفتهم
وعمى هاشم وعمتى ياسمين هيستقروا فى مصر خلاص عمى هاشم أنهى مدة عقدك مع الشركه الخليجيه وكمان عمتى ياسمين بنتها الكبيرة ثانويه عامه وأعلنت حالة الطوارئ
ضحك يونس قائلاً: ربنا يوفج الجميع.
ضحك حسين ويونس الأخر قائلاً: الصعايده نسيوا اللهجه الصعيدي خلاص يا عمى.
تبسم يرد وماله المدنيه مش وحشه بس متنسوش أصلكم.
ضحك الاثنان
ولكن يبدوا أن التاريخ كما يقولون يُعيد نفسه
على مشارف النجع لعق يونس الصغير شفتيه قائلاً: أنا عطشان أوى مفيش هنا فى العربيه ميه؟
رد حسين: لاه مفيش معملتش حسابى بس أحنا قريبين من مجرى النيل تعالى أنزل أشرب منه.
نزل الأثنان لكن هاتف حسين المحمول رن
وقف ليرد عليه.
نزل يونس الى ذالك المجرى وقف ينظر الى من تقف بالماء شعرها الأسود اللأخاذ.
سار ونزل الى المياه رأى فتاه بالمياه
حين أستدارت لم يرى سوى عيناها
كانت ملثمه
على ضوء القمر أنسحر بعيناها
تائه ينظر لها عقله فقد الأدراك
مرت من جواره رائحة أزهار الربيع
أنحنى يغسل وجهه وحين رفع وجهه من الماء لم يراه
أخذ يتلفت حول نفسه أين ذهبت من تكون تلك هى بالتأكيد ككتب الخيال حورية الماء.
رأى يونس كل ما حدث أمامه عاد التاريخ بنفسه مثلما حدث بالماضى،
تبسم يونس الواقف على البر على حيرة ذالك الشاب
رفع رأسه ونظر الى القمر
رأى وجه رشيده يتبسم
تنهد هو الأخر يشعر بالشوق الى تلك الحوريه الخاصه به التى لم تغيب عنه نظره ولا خياله للحظه
هى غابت عن الارض وسكنت القمر يسهر معه يحكى حكايه جديده كل ليله قمريه
وها هى تسكن القمر
تشهد معه حكايةعشق جديده…
تمنى أن يحالف هذا العاشق الجديد الحظ الأفضل
يُعيد
حكايه يونس وبنت السلطان.
البدايه الجديده.